... فصل البحار
واحدة من خصائص البحار التي اكتشفت مؤخرا وأعرب عنها في الآية القرآنية على النحو التالي:
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) الرحمن.
إنّ خاصّيات للبحار هذه ، التي تتلاقى دون أن تمتزج ، لم تكتشف إلا في الآونة الأخيرة من قِبَل علماء المحيطات. بسبب وجود قوة فيزيائيّة تدعى "التوتر السطحي" ، التي تجعل مياه البحار المجاورة لا تمتزج. نظرا لاختلاف في الكثافة ، ويمنع "التوتر السطحي" البحار من التمازج (الاختلاط) ، كما لو أنّ جدارًا دقيقًا جِدًّا يفصل بينهما.
وما يثير الإعجاب هو أن في الوقت الذي لا توجد فيه أي معرفة بالفيزياء ، أو التوتر السطحي أو علم المحيطات، ذكرت هذه الظاهرة في القرآن الكريم.
((موجات كبيرة ، وتيارات قوية وحركة المد والجزر الموجودة في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي. تدخل مياه البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق. ولكن درجة حرارتها و ملوحتها وكثافتها لا تتغير بسبب الحاجز الذي يفصل بينهما.))
*الظلام وأمواج البحر الداخلية.
أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40) النور.
إنّ الظلام في أعماق البحار والمحيطات يبدأ من عمق حوالي 200 متر فأكثر. في مثل هذا العمق ،لا يتوفّر أي ضوء(أشعّة) تقريبا. وبداية من 1.000 م ، ينعدم الضوء(الأشعّة) تمامًا.
ونحن نعرف اليوم ، المكوّنات العامة للبحار ، وخصائص الكائنات الحية التي تعيش فيها، وملوحتها ، وأحجامها ،و مساحاتها وأعماقها، بفضل الغواصات البحريّة والمعدات الخاصة ، المتوفّرة من خلال التكنولوجيا الحديثة ، والتي تسمح للعلماء بالحصول على هذه المعلومات.
الرجال غير قادرين على الغوص أكثر من 70 مترا بدون مساعدة المعدات الخاصة. إنهم لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة في أعماق المحيطات بدون مساعدة ،. ولهذه الأسباب ، توصل العلماء ،مؤخرا، إلى اكتشاف معلومات مفصلة عن البحار.
ومن دون شك،إنّها واحدة من معجزات القرآن أن هذه المعلومات المقدمة من القرآن الكريم في وقت لم تتوفر أية معدات للسماح للرجال بالغطس في أعماق المحيطات.
وبالإضافة إلى ذلك ، التعبير في الآية40 من سورة النور: » أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40) » يسترعي انتباهنا إلى معجزة أخرى من القرآن الكريم.
واكتشف العلماء حديثا أن هناك موجات داخلية تشكل على الكثافة البينية بين الطبقات المختلفة من الكثافة. هذه الموجات الداخلية تغطي المياه العميقة للبحار والمحيطات لأنّ عمق المياه كان واقعا في كثافة أكبر من المياه الواقعة فوقه. وتعمل الموجات الداخلية مثل الموجات السطحية. ويمكن أن تتكسر ، مثل الموجات السطحية. ولا يمكن ملاحظة الأمواج الداخلية بالعين البشرية ولكن يمكن اكتشافها من خلال دراسة التغيرات في درجات الحرارة أو الملوحة على مستوى معين.
إنّ بيانات القرآن في اتفاق تامّ مع ما ورد أعلاه من شرح. والحقيقة أن البحوث التي أجريت مؤخرا تظهر مرة أخرى على أن القرآن الكريم هو كلام الله.
حمدان حمّودة الوصيّف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق