الأربعاء، 1 سبتمبر 2021

قراءة نقدية بقلم أمل شيخموس لقصيدة وعكة شعرية بقلم مها كندور

 الكاتبة والروائية

 أمل شيخموس / سوريا 

في قراءة قصيدة نثرية 

                                       ▪︎ ☆  ▪︎

 للشاعرة السورية" مها كندور* " Meha Gundor 

بعنوان// وعكة شعرية//

                                                ☆

         " وعكة شعرية "

الشعر مرض جميل نستعذبهُ ونتمناه ، فقد ينتابنا شعور غريب نقاسم الآخرين عالمنا الداخلي ، فندمج ذواتنا بذواتهم .  

كلمة " وعكة "  تشير إلى القلق و الاضطراب ، و الاعتلال ، كما نستشعر خلالها بوجع الحروف وأنينها . . إنها محنة كل مبدع حقيقي

 تقول الشاعرة :


هزمتني اللغة و رمتني قصيدة مريضة 

على سرير المجاز 

تئن حروفي 


 هاجس أن يصل بكتاباته لبر الأمان و ألا يصطدم بزمور الخطر ويستفيق على " الأخطاء الإملائية " و ما إلى ذلك !

 و الحق أن الصدمة تتجلى في 

 هذه العبارة الشعرية :


" صوت زمور الخطأ في تشكيك آواخر

نهايات الألم جفلني "


 الكمال لله وحده مهما اجتهدنا بيد أن الحرص يلتهم حواس المبدع حد أن يمرض أحياناً ويقاسي من وعكة إبداعية خطيرة تقلقُ مضجعهُ لا ينام ولا يشعر بالراحة إلا باصطفاء نصوصه ، و إعمال الفكر فيها إنه الحرص الشديد الذي يصيبنا بالفزع حين تخذلنا اللغة بأسرارها الخفية ، تعانقنا الحروف تتراقص معنا نهيمُ و إياها في نعيم متمنين الشفاء من الوعكة التي تقبضُ على أنفاسنا و تحيلنا إلى حروف وورود ، مشاعر وجنون 

وعكة شعرية أو إبداعية يتعرضُ لها المبدعون من إرتفاعٍ في الضغط أو شغبٍ للأفكار وعدم راحة يصاحبهُ قلق و ألم عدم استقرار لا يهدأ الكون من حولهم يبقى يدور ويدور !! حتى تقف بهم على رؤوس أصابعهم مقتربين على شفا حفرة من البركان إما أن يخوضوا معترك الكتابة ويصطلوا بنارها ، ويسكبوا شيئاً منهم على بدن الورق الأبيض أو يبقوا في جحيم المرض القلق هم أمام وعكة شعرية ، إبداعية ، أو ثقافية !  

المبدع الحقيقي في  تلك الحالة عليه أن يخوضُ المخاض الإبداعي بجرأة وثقة ، فهو أمام ما يسمى " إما أن تكون أو لا تكون " فلا بد له أن يتقدم بقدمه ويلمس بها البحر ويغوص في تجربة فريدة حالمة يصادفُ حشائش الحكمة المبهرة وسلاطين الفكرة و أسماك الشعر الشهية إلى جانب الأخطبوط الذي ينفثُ الغموض هنا وهناك بين السطور ! 

شاعرتنا  "مها كندور " تبرز هنا حورية شعرية تداعب قدماها قاع الإبداع بشهية مفتوحة ترعبُ الحواجز والمنغصات من حولها فهي بصفة تكوينها " امرأة " تقاسي الكثير من المنغصات و أعذبها هي الكتابة الملامسة لروحها الملتصقة بخلايا وجودها فهي لا تستطيع الابتعاد عن قدرها الشعري "" شاعرة """ وبمحبة من الرحمن تُلهَمُ نصوصُها تستضيء بعد تلك الحالة من القداسة التي تشبه المخاض والاعتلال بها يمر المبدع ، تسقطُ و كأنَّها قتيلة على وسادتها المحشوة بالأفكار التي لا تدعها تنعم بالراحة والأمان و تحسباً لتلك الوعكات والمخاض المفاجئ الذي ربما ينتابها على حين غرة ! تضع بحوزتها عدة الأمان دفتر صغير لتدوين الملاحظات تقصد بها مشاعرها آلامها و أحلامها وقلم مشاغب لا يفتأ عن ترجمة تلك الخلجات إلى قصائد تسافر مع الزمان تزور البشر عبر الدواوين الموزعة المغمورة بأ شعة روحها المتحدية !

لكل شيء يمكنه أن يشكل عائقا أمام المرأة

بيد أنها تقوم بتذليل الصعاب و اكتساح الساحات الثقافية برفقة مشعل الشعر المنير

الذي يضيء لها الدرب وتتمسك به للحد الأخير

                                                   ▪︎☆▪︎

قراءة النص بقلم

 الروائية أمل شيخموس

✨🌼🌻🌞

القصيدة سأضعها في أول تعليق



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

خاطرتها والحياة بقلم عواطف فاضل الطائي

( خاطرتها والحياة) ما الذي نلته من الحياة وما جنيته؟ وتبقى تحتفظ بينبوع ذكرياتها كلوحة على غلاف كتابها وتغسل جرحها الغائر في الأعماق وتتساءل...