الاثنين، 27 سبتمبر 2021

مناقشة ‏الكتب ‏بقلم ‏أمل ‏شيخموس ‏

قصة *
" مناقشة الكتب "
بقلم الكاتبة الروائية 
أمل شيخموس // سوريا
☆         ☆           ☆
قارئةُ الكتب " فأرةُ الكتب " تحول شكلُها إلى الفأر أو أنهُ هكذا فعلاً ذاعَ صيتها أنَّها تلتهمُ الكتب أتُرى تحيا حالة عشقٍ مع مؤلفي تلك الكتبِ أيضاً؟ هل تشعرُ بهم و هم يكتبون تلك الأحداث هل يا ترى تتفاعل مع تلك السطور و الشخصيات أم أنَّها فقط تلتهمُ الكتب تجمعُ المعلومات وحسب !!!! و للصدفِ أحكام حدثَ أن تواجدت روائية عريقة المحبة للإنسانية وظفت فكرها جله لخدمة البشرية عندما قررت أن تلبي دعوة صديقتها الصحفية لمناقشة بعض الكتب إعترضت سبيلها معوقات جمة منها الضياع في الطريق وعدم عثورها إلا بعد ساعة من التأخر على الجلسة النقاشية و استقالتها للمرة الثانية لتاكسٍ آخر فقط ليدلها على العنوان فقد بقيت تدورُ في تلك الشوارع القريبة دون أن تعثر على الفندق الذي سيتم فيه الإجتماع شعرت بأنها في دائرة حلزونية تدور دون نهاية و للحقيقةِ مراراً فضلت الرجوع إلى المنزل بعد ذلك التوهان الليلي بيد أن حبها للكتب و مناقشتها و الصدق الذي يربطها بكل شيء منها كلمتها لصديقتها منعها من ذاك الرجوع و الإعلان بالهزيمة و الخسران بقضاء وقتٍ ثقافيٍّ ممتع هي الثائرة المتمردة رأت أنهُ من غير المستحسن التراجع إلى الخلف و اكتساح الصعوبة عند عدم بذل جهد حثيث للوصول ! كانت في مكان مظلم لا يوجد فيه أحد حتى أخيراً التقت بشرطيٍّ سألتهُ ألا توجد سيارات أجرة قريبة هنا !!؟ خرجت أخيراً للأضواء و النور شارع عام و سيارات كثيرة غدت تلوحُ يديها للسيارات التي لم تقف و للحقيقة لعنت حظها في تلك اللحظة حتى سيارات الأجرة عصية أمامها الليلة لا تتريث !! تربصت الطريق و أخذت تجتهدُ في التلويح في رغبة جامحة للوصول و لو متأخراً توقف شاب في السيارة و أخذت هي تلهث و تعبر عن موقفها العصيب و ورطتها المهم أن السائق كان من رجال الله الصالحين التي دعت قبل قليل أن يدلوها على الطريق و بعد اتصالاتٍ عديدة و الولوج في طرق عدة و قلب الكاتبة تلك قلقاً لتأخرها عن الموعد و عدم عثورهم على العنوان الذي باتَ هدفاً لها و لو انتهت الجلسة الثقافية شعرت أن عليها قبل القفول إلى المنزل أن تكحل مقلتيها بذاك الفندق !!....
و أخيراً أوقفها التاكسي أمام الفندق لم تكن تصدق ! عبرت عن امتنانها بالدعاء له ، و دفعت ما طلب السائق من أجرة 
أخيراً كانت في القاعة بين الكتب و قد خُتِمتْ الجلسة النقاشية للكتاب الأول وقد شعرت بالسوء لأنها آتية هنا خصيصاً للمناقشة إنها ترتجفُ داخلياً من الحماس و الطاقة بيد أنها بعد طول مشاق و انتظار لانتهاء الكتاب الثاني لم تجد الوقت الكافي رغم تلخيصها لرؤوس أقلام بيد أن الإنذار دهمها مقاطعاً بصوتٍ حامض جملتها الأولى بالإختصار من أجل الوقت قامت الكاتبة بالإسراع و التسريع كشريط " كاسيت " أغنية " ديسكو " ذات إيقاع سريع حتى جسدها بدأ يتفاعل من طاقة الفكرة التي تود إيصالها ليستفاد منها المجتمع بيد أن الإنذار دهمها ولم يحترمها :
بأنه غدا وقت الإستراحة و تدخين السجائر لمن يرغب
تأملت الكاتبة فيمن حولها من الأرواح الصامتة داخل البذلات الأنيقة و الخطوط العصرية العريضة للموضة التي ترتديها أجساد محبي الكتب و النقاش الفكري على الأساس !! تساءلت لم هي مختلفة أليست في مكانها المناسب إنهُ أنسبُ مكانٍ وجدت فيه بيد أن الواقع من الوهلة الأولى لم ينبأ بهذا إذ لم تجد الطاقة و الحماس و الثورة التي ترتعد في باطنها و لو 1بالمئة عندهم !! التقت عيناها بطيف قارئة الكتب النموذجية توقعت الكاتبة منها انسجاماً فكرياً أنيقاً و عميقاً بيد أنَّها صدمت حتى بعدم التسليم عليها بل و تفاديها لأن ذات الأمر تكرر في أماكن أخرى و تجاهلتها تلك القارئة عاشقة الكتب " الفأرة " جلست تتأمل المكان و صديقتها التي قامت بدعوتها و على الطاولة ذاتها و من ثم الجلسة النقاشية للكتاب الثالث و الأخير و عند الانتهاء كانت الكاتبة بالتأكيد متشوقة بالمشاركة و إبداء الرأي و سط ثلة مثقفة راقية من أطباء صامتين و غيرهم! ربما هي لم تتتقن مثلهم الصمت والغاية منح الفائدة للعقول لأنه من خلال النقاش ترتقي العقول و تتلاقى الأرواح !! المهم أنهُ في نهاية المطاف تم الإنذار و قتل الفكرة! أن الوقت انتهى و بقيت كالعادة الكاتبة تتحدثُ مع ذاتها بلذة تارةً وبمرارة أخرى !! لماذا قطعت المسافة هذه كلها ، و كابدت مشاق الطريق !! أليس من أجل النقاش!!! أخذت صديقتها تلتقط صوراً كثيرةً أمام المناظر الفاخرة للمكان بينما هي خرجت آسفةً متحسرةً بين لوم الصديقة لها لفقدان الفرصة القيمة إلتقاط الصور و نشرها على الفيس أيضاً كما انتقاد طريقة لباسها!! لِمَ ترتد فستاناً طويلاً !! أوليسَ ثمة قطعة مثيرة أكثر !! وجمت الكاتبة حتماً الحضارة و الثقافة كلها تجتمع في البنطال حتى فأرة الكتب كانت ترتدي أحدث الصيحات في الموضة ، بينما هي الأنموذج الفريد بينهم فكراً و زياً لم يتم الإهتمام ولو بكلمة شكرٍ سطحية دفعت للتاكسي الذي سيقلها إلى مكانها
القصي وصلت المنزل منهكة نامت و حلمت أن قارئة الكتب " فأرة الكتب " قد تجاهلتها في البداية ثم رأت معاناة الكاتبة تُنشَرُ عبر تعليقٍ " الفيس " فقرأتها ، فقررت القارئة تلك الإعتذار إليها   بطبع شهادة إلكترونية للكاتبة و سوف تنشرها عبر الفيسبوك !! صمتت الكاتبة و تأملتها 
 مخاطبةً إياها بعيونٍ ملؤها العبرات الساخنة : 
-  لم أطمع في شيء منكِ سوى الحديث عن الكتب و تبادل نقاشٍ فكريٍّ! شهادة إلكترونية لا أريدها !!! فقط حلمت بنقاشٍ إنسانيٍّ معك !!!
بقلم الكاتبة الروائية 
أمل شيخموس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

هل يكفيك العتاب يا فرنسا بقلم البشير سلطاني

هل يكفيك العتاب يا فرنسا ؟ هنا يقف المجد ثائرا على كل شبر من أرضنا التي زارها الغيث يوما من دم الشهيد ارتوت وازهرت ياسمين يفوح رائحته في ك...