الجمعة، 1 أكتوبر 2021

البريئ بقلم فدوى بركات

 فلم من الذاكره مشاهدته تعادل قراءة عشرات من الكتب 


       (  البريئ  ) 


منذ سنوات لم اقرب تلك الشاشة الصغيرة في منزلي ( التلفاز ) 

ف الهاتف الذكي جعلنا نستغني عن كثير من الأجهزه و اصبحت هذه الشاشة التي احتضنت احلامنا  و احزاننا عمرا مجرد اكسسوار اثري وجوده ضرورة شكلية فقط 

و حتى لا  ابخس من حق هذا الجهاز  ... لا بد من الاعتراف بأنني كنت مدمنة الجلوس أمامه أتفاعل باكية بصدق عجيب و انا اشاهد ( الأفلام الهنديه  ) 

و اليوم و انا اقلب بين طيات ذاكرتي ظهر على السطح فجأه فلم مصري من الزمن الجميل 


        ( البريئ  )  


بطولة الفنان ( احمد زكي ) فلم استحق ان يحفر في الذاكره  ( فما اشبه الأمس باليوم )

بالرغم من جهلي  بهوية كاتب هذا الفلم الا انني على يقين بأحقيته للقب ( عبقري )

الحق يقال انه فلم يصلح لكل زمان و مكان خاصة في وطننا العربي 

فلم يجسد عملية تجنيد العقول البشريه و تطويعها و غسل الأدمغة البريئة و تدريبها بما يتناسب و سياسة الدوله 

 ( البريئ ) و هو بطولة ( النمر الأسود )  عبارة عن تاريخ و مستقبل في آن واحد


فمنذ ان قسمنا العدو الى دويلات و نحن نغلق حجرات قلوبنا عن العام و نسعى بكل وقاحة للخصخصه حتى في الحب و الإنتماء الى ان تقلصت عضلة القلب و انكمشت و اصابها الضعف و الوهن و اضحت عضله هشه و هزيله و يمكن ان تتوقف في اي لحظه 

نجح من حكمنا في برمجتنا على عملية ( هز الرأس ) و على راي يونس شلبي في مسرحية ( العيال كبرت ) " كلهم بيعملوا كده " 😂😂


دونما وعي او ادراك و الثقافه الوحيدة المنتشرة الآن هي ان برنامج ( هز الرأس ) هو البرنامج الوحيد المتاح في الوضع الراهن للبقاء على قيد الوظيفه او على قيد المعيشه 

اما البقاء على قيد الانسانيه فهو برنامج قديم جدا ( ك شاشة التلفاز ) مكانها الوحيد الآن كتب التاريخ او غرف الأرشيف المهمله فلقد ولى زمانها و اندثر 


البريئ من أفضل و اقوى الأفلام التي انتجتها السينما العربيه بشكل عام و المصرية بشكل خاص 

الفكرة الرئيسية من الفلم و هي فكرة جريئة جدا هي ان الجهل و الفقر  ( سياسة التجهيل و التجويع ) الصديق الودود للسلطه و الوقود الأساسي لإشعال و استمرار اصحاب النفوذ بينما الفكر و العلم و الابداع هم اعداؤها منذ الأزل الى يوم الدين


إن صورة الجندي البسيط جدا الذي صرخ بأعلى صوته امام جبروت ( محمود عبد العزيز ) بأن صديق طفولته و ابن قريته ( ممدوح عبد العليم ) ليس من اعداء الوطن فهو كان اول من ازال غبار الجهل عن عينيه و أول أبجدية حب الوطن تعلمها على يديه ( فكيف يمكن ان يكون عدو للوطن !!؟؟ ) 


صرخات احمد زكي و هو يدافع عن ابن الوطن البار مازالت تعزف على اوتار قلب اي انسان شريف أينما وجد او الى أي بقعة لجأ اليها حاملا معه كل ذلك الوجع  ......


فدوى بركات



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

حنين الوطن بِقَلم مُحمَّد أَحمَد مُحرَّم

حنين الوطن  بِقَلم مُحمَّد أَحمَد مُحرَّم  18 مَايُو ، 2024 م  . . . .  مِن تَسلُّق هُنَا ؟  وتغْنى هُيَاما  كُلَّ شِبْر فِي أرضنا   يَستَحِ...