خيطٌ من النور في السماء وراء تلك السابحة جراء الدخان الذي رسمتهُ يشعرك بالأمان والإمتنان لعيونٍ باتت الليل في الذود عن الحمى . هبطتُ الدرج أتراقصُ فراشةً محملةً بعبق الصبا وأريج الروح رغم خشونة الظروف ، جابهتُ جو المنزل المكهرب حتى طرق الباب فبادرت إلى فتحه ، وإذا بجارتنا أم رمزي تلقي التحية وتقبلني بحرارة في وجنتي قائلةً :
- فستانك الورديُّ بهيٌّ جداً ، أرجو ألا تصابي بالعين . . رتيبة تسلم عليكِ
- ولِمَ لم تأتِ معكِ ؟
- لقد ذهبت مع رمزي إلى بيت أختها زُهدية . .
- وما حالُ زُهدية ؟
الحمدُ لله لولا أن أطفالها يجهدونها . . أشقياء . .
رحبت ليمونة بها متهللة الوجه طافحة الإبتسام وهما تدلفان إلى الحجرة ، تحاشيتُ رفقتهما بحجة استكمال بعض الأعمال المنزلية ، فهما ستغوصان كالعادة في خوض غمار نميمةٍ شائقة إنَّ أمثال هذه الآفات الناخرة للبِ الإنسانية تعيق رحم الحياة بابتساماته وأزهاره نحو
الصفحة - 23 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
التحليق للأمام ، صبراً أيتها الآرادةُ الجبارة سنستنشقُ شفافية الخُلُق ، وسنمحقُ السلبية المدمنة على تفاقم مساحات النفاق التي تعجُ بالعناكب السامة . . أحاسيسي مشوشة و أؤمنُ أن الصدق هو جنةُ الحياة . أما روحي فقد بدأت تخشخش صناديق أحلامها منبثقةً بأجمل الأماني ، حيث بدأ العالم يتأرجح برأسي يميناً ويساراً فأفكاري متلاطمةٌ كأمواج البحار الثائرة تضربُ شطآن مخيلتي بعنفٍ ناهضة للسطوع والتجلي أمامي . أمعنتُ النظر في السماء حيثُ شعرتُ أن طاقة صدقٍ هائلةٍ تدفعني نحو تلك الشمس الشتائية التي أحبها كثيراً وهي أيضاً تعشقُ الوداد والأمل ، فدفء ودادي هو الذي يقشع الغيوم السوداء .
أيقظت تلك الخاطبةُ التي لم تزرنا ذاك اليوم قوة التنبه لتنفيذ أهدافي ، فازددتُ ثقةً وإيماناً بأني الحب الطاهر المتوهجُ بنور الله الذي يرافقني .
إني أشفقُ من غير ألمٍ على حال الإنسان تمنيتُ أن أحلق بعيداً عن شرور الكرة الأرضية . . أنا الإضاءة الأبدية للجوهر والماس وهي ملكُ يدي . . دفعتني تلك الشحنات الملتهبةُ في أعماقي إلى السعادة حيث امتزجت الأفكارُ في
الصفحة - 24 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق