الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021

عيون على محمد بقلم عبدالناصر سيد علي

 ( عيـــونٌ علــى مُحمــدٍ )

كتب / عبد الناصر سيد علي

......................................................

مَـنْ أنـا حتى أصـف رسـولَ الله؟! 

مَـنْ أنـا حتى أجاري شمائلـه وصفـاً ،

أوأخلاقـه رسمـاً ؟! 

مَـنْ أنا حتى أتكلم عـن رسول الله ؟!

مَـنْ  أنـا... مَـنْ  أنـا ... مَـنْ  أنـا ؟!

فالذي تكلم عنه "صلى الله عليه وسلم"  هو مولاه فقد قال عز وجل في حقه :             

        * ( وإِنَّك لعلَى خُلقٍ عظيم ) *

وهنا المولى سبحانه وتعالى لم يَقُلْ أن محمداً صاحبُ خُلقٍ عظيمٍ ولكنَّ المصطفي " صلى الله عليه وسلم " كما وصفه ربه قد فاق الخُلقَ العظيمَ نفسَه منزلةً وعالاه قدراً ، فصار فوق الخُلقِ العظيمِ وارتقاه .

فقد جَمع النبيُّ مكارمَ الأخلاق جميعَها ، وأخذ من كل نبيٍ ما تميز به فأخذ توبةَ آدم، وشكرَ نوح، ووفاءَ إبراهيم، وحلمَ اسحاق، وحسنَ ظن يعقوب، واحتمالَ يوسف، وصبرَ أيوب فصار "صلى الله عليه وسلم" كاملاً في صفاته ، فريداً بأخلاقه. 

وإذا شئتت فاقرأ معي أوائل سورة النجم حيث قال عز من قائل : 

     * ( مـا ضـل صاحبكم وما غـوي ) *

فما أكثر طرق الضلال والغواية الآن : 

من مناصرة باطل، وتشهيرٍ بمظلومين ، والبعد المتعمد عن منهج الله ، وما به من سبل النجاة ، بل يُعد هو طوق النجاة لنا جميعاً ، خشية الوقوع في براثن الظلم والظلمات  ، فالذي زكاه هو ربه ، ونفى عن حبيبه صفة الضلال  والغواية عن الحق وأنه ما حاد عنه أبداً وما جهله ، بل كان متبعاً له ، ناصراً إياه.

وقال أيضاً: 

         * ( ومـا ينطـق عـن الهـوى ) *

فما فسد حالنا إلا من حصائد ألسنتنا ، ومن اغتياب بعضنا البعض، ومن قذف المحصنات الغافلات بالظلم والبهتان، ومن التنمر بعضنا على البعض، ومن الغيبة والنميمة،ومن شهادات الزور، ومن الوقيعة والدسيسة بين الناس، ومن فحش الكلام في خطابنا اليومي  وخاصة ساعةالخلاف، ومن الأغاني الماجنة و الهابطة وكل ذلك مصدره النطق واللسان و...و... فما أحوجنا إلى ما ينطق عن الهوى هذه !.

وقد زكى الله عز وجل نبيه في لسانه بأنه لا ينطق إلاحقاً ، فأثبت الكمال لرسوله في ذاته، ولكلامه الذي ينطق به وهو القرآن الكريم.

وقال أيضاً : 

             * (علمــه شديـد القــوى) *

فلا تكبر هنا على العلم والتعليم ، حيث صار جبريلُ معلِّماً و نبينا المصطفى متعلماً ،يتلقى العلم على يديه، فما أجمل التلميذ ! ، وما أروع الأستاذ ! .

وهنا دعوة صريحة أيضاً لقيمة العلم وأهميته، وكذا احترام المعلم وإجلاله  ومدحه بــ ( شديد القوى ).

 وقد زكي قلبه فقال:

     *  ( مــا كــذب الفــؤاد مــا رأي ) *

فكفى بالمرءِ إثماً أن يُحدِّثَ بما رأى، فما بالكم بمن أرى عينيه ما لم تراه أصلا ؟!  ، بل يسير بين الناس هاتكاً للأسرار ، ناقلاً للأخبار ما صح منها وما بطل ، ولاك في أعراض الناس يُمنةً ويُسرةً دون مراقبة ربٍ أو خوف حساب.

وهنا مدح المولى عز وجل نبيه 

فمن ذا الذي يضاهي المصطفى قدراً؟!فنفى عن نبيه كذب القلب فيما رأى ، فما رآه كان حقيقة .

وقال سبحانه واصفاً نبيه :

      * ( مــا زاغ البصــر ومـا طغـى) *

فما أحوجنا في معترك هذه الحياة الصاخبة المليئة بكل المفاتن والمباهج المزيفة ، وما ترتب على مسايرة الركب الحضاري وبخاصةٍ في مجالات التواصل الاجتماعي وما به من أضرار عديدة ما أحوجنا إلى حفظ البصر وغض النظر ، وعدم زيغه وتحويله ، والذي يصل في الكثير من الأحايين إلى درجة الطغيان وتجاوز كل الحدود !

امتثالا لوصف ربنا عز وجل لنبيه بعدم زيغ البصر وطغيانه وإثبات ذلك له ، ولم يتحول بصره يميناً أو شمالاً ، بل التزم جهة الأمام لم يتجاوزها وذلك لقدسية الموقف .

........................

وقال سبحانه وتعالى في موضع آخر من القرآن واصفاً نبيه "صلى الله عليه وسلم " بالرحمة حيث قال :

      * ( بالمؤمنين رؤوف رحيم ) *

فأين الرحمة منا الآن ؟!

أأكل مال اليتيم فيه رحمة؟

أقطيعة الأرحام من الرحمة؟ 

الإساءة إلى الجار من الرحمة؟

هل التعدي على حقوق الآخرين من الرحمة؟

السب والقذف والخوض في أعراض الناس من الرحمة؟!

أأكل عرق الأجير من الرحمة؟!

أغلاء الأسعار دون مبرر ، واستغلال الناس المطحونة ، واحتجاز بعض السلع من قبل التجار وتخزينها  بغرض احتقارها ورفع أسعارها من الرحمة؟

أاستغلال عدم معرفة الناس بأسعار بعض السلع وعدم خبرتهم والرفع والمغالاة فيها من الرحمة؟

هل التبرأ من الوالدين  بعد الكبر ، واحتجازهما ، أو أحدهما بدار المسنين من الرحمة؟

هل أكل المواريث ، وبخاصة ميراث الأخت ضعيفة الجناح من الرحمة ؟

هل عدم شرح المعلم داخل الفصل وإجبار الطلاب على الدروس الخصوصية من الرحمة؟ 

هل تبوير الأراضي الزراعية ، والقضاء على مسطحاتنا الزراعية بغرض الاستثمار ، وتجويع جموع الشعب من الرحمة؟

هل التعدي على أملاك الدولة باستغلال المنصب الوظيفي وحرمان بقية الشعب من حقوقه من الرحمة؟

هل عدم قضاء مصالح الناس  وتعطيلها لأغراض مشينة يعد من الرحمة؟

هل الغلاء في المهور والإسراف في ذلك والضغط على كاهل الشباب من الرحمة؟

هل التآمر على بلدنا بغية إسقاطها وتمزيقها يعد من الرحمة ؟

هل ؟...وهل؟...وهل؟...

فما رسولنا إلا رحيمٌ  بُعِثَ رحمةٌ للعالمين ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) , فهلَّا تحلينا بما تحلَّى به نبينا " صلى الله عليه وسلم " في ذكرى مولده ، وهل اهتدينا بهديه؟!.

هكذا يكون ياسادة الاحتفاء بسيد البشرية جمعاء ، وذلك باتباع أوامره ، والنهج على سنته ، واقتفاءأثره في كل أقوالنا وأفعالنا ..فهلَّا اقتدينا ؟!.

......................................

بقلمي/ عبد الناصر سيد علي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...