العشب إلى لبنٍ يمدُ الجسد بالطاقة . . رسوتُ بين الأقاحي ملتقطةً صحيفةً مهترئة هناك . . وقد استوقفني مقالٌ بعنوان " المرأة " أهمُ عصبٍ لحياة الرجل فمن أجلها يفجرُ المعجزات ينمي ثقافتهُ وقدراتهُ الذهنية والإقتصادية . . كي يغدو بطلاً أمامها ، وقد تحدثت أيضاً عن فنانٍ قد فشل في المدرسة لكنهُ أحرز انتصاراً ساحقاً في مجال الفن ، فتحفزتُ مكررةً :
كوني مثلهُ يا وداد فالحياة في استمرارٍ ، انطلق هذا الفنان من عمر الثلاثين ونجح . فلِمَ لا تنهضين من الموت الجبان في داخلك ؟ إن مجرد التفكير في " الهدف " يشعرك بمتعةٍ عارمة فماذا لو تحقق ؟ مسني جوعٌ إلى التحرر وقد بعثرني شبح الماضي المتدفق في ذاكرتي . . كانت هناك طُرُقَاتٌ رحبة و أخرى وعرة ، كنتُ أشتهي تدفقاً واسعاً طامحةً اعتلاء أجنحة الريح ، أن أنبسط غزارةً عذبةً من جوف الأحداث قررتُ يوماً أن أصعد القمة لكن السبيل كان حافلاً بهول الأشواك . . تداركتُ الأمر سائلةً متسارعة النبضات : لِمَ تزجُ الورودُ في العتمة ؟ وقد استغرقتُ في تفكير عميق في أخواتي شدَّ ما
الصفحة - 59 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
أتوقُ لرؤيتهنَّ . . أنا لا أحلمُ إلا بأفقٍ أحلى نمطُ العيش إبداعٌ يخضُ الكيان كلٌ يبتكر ديكور حياته وفق مزاجه ، ومعظمُ الناس لا يعون أنهم يثقلون أبناءهم بالضغوط فالعقلُ بلا أغلال بوسعه تسلق أهداب السماء . . شتان مابين كوخٍ شُييد بالانفتاح فغدا كالجنان و قصرٍ مفعمٍ بالقمع أضحى مستعمرة كبتٍ لفكر الإنسان . . أخذتُ أهرولُ والورودُ تحدقُ بي وكأنَّ الجمال اندفع من أعماقي . وبعد بلوغي المنزل بفترةٍ قصيرةٍ وصل إلى الحجرة طرقٌ للباب فأسرعتُ إلى فتحه و إذا بأم فضة وضيفتيها قد هموا بالتحية فدعوتهن إلى الدخول . تلألأ ثغر سنية مبتسماً برصدي طوال الجلسة ، كنتُ هدفاً لسهام أنظارهن وقد قاسيتُ ارتباكاً بالغاً ، عندما رفعتُ بصري إليهن دهمني الضحك لو لا أني بادرت إلى الخروج متذرعةً بإعداد الشاي ، وعند عودتي للحجرة و احتساءهم للشاي ، وجهت أم أحمد إليَّ سؤالاً محتويةً إيايَ بنظراتها :
- ألديكِ أخوةٌ ؟
- أجبتها :
- نحنُ خمسُ بناتٍ فقط
الصفحة - 60 -
رواية ابنة الشمس*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق