" إحراق الكتب "
قصة* 🔥
بقلم الكاتبة الروائية
أمل شيخموس // سوريا
•••••••
🔥أحرقوا كُتُبها !!!!! يالهول ما قاموا به وهم يتضاحكونَ فرحين متغامزين دون أن يرف لهم جفن . . الكاتب وحدهُ الشاعر المؤلف والناقد يعلمُ ما يعنيه إحراق الكلمات هو "إحراقٌ " له وتحويلها إلى رماد إثرَ إطعامها للنار وقوداً ليخبزوا عليه وينضجوا شِواءَ الباذنجان " بابا غنوج " في سوريا حيثُ الحرب والفقر المدقع و إسطوانة الغاز تُعادلُ روح رجل في غمرة تلك الأحداث والأوضاع المضطربة اضطرت للسفر من أرض الوطن الذي غدا اسماً ، و أما مضموناً فبركة شوك ونار هاجرت البلادَ على عجل في ليلة سوداء مظلمة دون أن تُرتب أغراضها أو تتصرف بها ، بل تركتها مبعثرةً لمصير مجهول ينتظرها . لتتفاجأ حدَّ الصدمة أنَّهم أحرقوا كُتُبَها أطعموها لألسنة النار بفخر كي يشبعوا بطونهم المنفوخة إلا من تشفيهم من الكُتب ببرودِ أعصابٍ ودم أفكارها ، روحُها ، آمالها لا تعنيهم بشيء قاموا بالحرق الظالم لها في الهاتف ينبئونها بذلك مع الكثير من الإستهزاء والضحك بطريقة الدعاية والنكتة يُنبئونها بذلك قمة الوحشية والتخلف لو غرزوا الإبر في جسدها داخل كل خلية لما توجعت هكذا نعم " نكتة وروحُ دعابة " بابا غنوج ينضُج وخُبز ومذاق لذيذ لدمائها تسيل من بين فكيهم الوحشيين " دراكولا " وربما ألعن شعرت بالدوار وأنَّ الحياة تدورُ بها و أنَّ المجتمعات النامية لن تتطور مهما حدث ستبقى في الجُحر تختبئ أو كالنعامة الجبانة بيد أنٍَ النعامة مخلوقة بهذه الطبيعة ولا حرجَ عليها أما هؤلاء المستخفون بكل شيء نبيل سام ألا يعونَ أنهم أحرقوا قلبها مع كُتُبِها من الصميم ألا يتوجسون خيفةَ الخالق في مخلوقاتهِ أنَّ لهم خصوصيات يرونها كماءِ عيونهم لا ينبغي أن يتعدوا عليها !! بيوتهم مليئة بالأغراض البالية فضلوها على تلكَ الكُتُب !!! ولم يقذفوها عند الحاجة لتلك النار لأنَّ تلكَ المخاد المحشوة بالصوف وخيوط النايلون أغلى من أرواحهم ألف نسخة إلتهمتها النيران بغية الإستفادة لإنضاج الطعام بدلَ إنضاج العقول وتثقيفها عن طريق توزيعها على المكتبات ولو مجاناً لأنَّ هؤلاء البشر في هذه البيئة مستعدون للإستثمار في كُلِّ شيءٍ سوى العلم والمعرفة التي تحتويها " الكُتُب " يالهف نفسي على بلد يفضل خيطان النايلون والصوف على العلم والمعرفة !!!!!! قضوا عليها وشربوا نخبها كأس شاي بعد إمتلاءِ بطونهم و إرتخاءِ مفاصلهم !!! إنَّها الكُتُب يا سادة يا كِرام وما أدراك ما الكُتب ؟! إن الفرق لعظيم بين المجتمعات المتخلفة التي تُحاربها ، و بين المجتمعات المتقدمةَ التي تُقدسها !!! شتانَ ما بين بيئة تستخف بعقل وروح الإنسان وبين من يُكرِم العلم والعلماء و الآداب والفنون بالتأكيد ستبقى في الدركِ الأسفل و تسودُها الحروب والأخرى سوف تتقدم وتزدهر لا عجب في أن يتمكن منها أعداؤها وينهبوا خيراتها في أن يبقوا جبناء وخيرات الوطن يلتهمُها القاصي والداني هكذا يُفضلُ حشوُّ المِخاد على العقولِ والأفكار قمة السُخرية والمهزلة إذاً استخفاف تام شعرت بالدوار التام وهي ترتطم بالكرسي المجاور تسقُطُ مغشياً عليها إلا من الألم إلا من الكُتُب !!! " بعض من روح الكاتب فكر الإنسان و دفاعهُ عن القضايا الجوهرية التي ترتقي والإنسانية هيهات أن يُدرِكَ المستخفون الحمقى تلك الأمور الذين يجدون كل صفحة ورقة جافة يمكنُهم أن يلفوا بها شطيرة زيت وزعتر . . !!
بقلم الكاتبة الروائية
أمل شيخموس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق