سلبياتنا (٢)
تطرقت بالأمس لمسؤولية حاملي الراية ، وأظنهم أصبحوا كالسياسيين مسؤولين بلا مسؤولية ، يتقلدون الحكم ويتجاهلون إحتياجات الرعية ، مثلكم تماما تحملون أعلى الشهادات العلمية في الأدب والعلم والثقافة ، وتديرون ظهوركم للقاعدة المثقفة الأدبية أو حديثة العهد بالأدب ، دعوني أتسائل ماذا فعلتم لهذه الشريحة العملاقة من ناهلي بحور الأدب ، كم تتلمذ على أيديكم من تلميذ وأخرجتموه أديبا أو كاتبا أو شاعرا ؟؟ تركتموهم يغوصون وحدهم في بحور المعرفة ومن يغرق منهم لا يجد له يدا تمتد بالمساعدة أو تنقذه من هفوته كي لا تتلاطمه الأمواج فيغرق ، غريقا يتلوه غريق حتى يغرق الأدب برمته ، أليست هذه جريمة تقترفونها بحق الأدب العربي والثقافة العربية ؟؟؟ أنتم من قتلتم الأدب وما زلتم تفعلون ، إن لم تستفيقوا من غفوتكم فقريبا جدا سوف نتلو الفاتحة على روح الأدب وسوف نقول نحن أمة كان لنا إرث ثقافي فيما مضى رحمة الله عليه .
ألا تستاء حينما تقوم بنشر نص أدبي ولا تجد من يقرأ أو من يخبرك بأثر كتاباتك ووقعها على نفسه ؟؟ وكذلك غيرك يسوئهم ما يسوئك ، إذا لا تتباكي عزيزي الأديب المفكر الشاعر الدكتور فلان عندما تضج قائمة أصدقائك بالآلاف ولا أحد منهم يعرك أي إهتمام ، وذلك ببساطة لأنك لم تعرهم إهتمامك ، ولو اقتربنا أكثر وتحدثنا عن المجلات الأدبية المنتشرة ، لا تجد من يعلق لك ويهتم بنصك إلا إدارة المجلة وقلة قليلة من روادها ، تخيلوا لو أننا عزفنا عن التعليق والتوثيق والاهتمام بكم فماذا أنتم فاعلون ؟؟ حتما ستغادرون أليس كذلك ؟؟ إذا فما يهمكم فقط هو توثيق نصوصكم وحصولكم على شهادات تكريم كي تتباهون بها في مختلف وسائل التواصل الإجتماعي ، أصبحت علاقتكم بالأدب ليست إلا بهرجة وتباه وانتشار شخصي لكم ولا علاقة لها بالأدب لا من بعيد ولا من قريب ، فأي ثقافة هاته التي تحملون رايتها وأي شهادات وصفات وأوسمة تتقلدون إن لم تستفد الثقافة منكم شيئا ؟؟؟
أفيقوا يرحمكم الله
مع تحيات سمير تيسير ياغي
وإلى لقاء قريب إن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق