الخميس، 4 نوفمبر 2021

سلبياتنا ( ١ ) بقلم سمير تيسير ياغي

 سلبياتنا (١)

بقلم سمير تيسير ياغي

ربما عزفت قليلا عن الكتابة لعدة أسباب لست بصدد ذكرها أو مناقشتها ، إلا أن هناك الكثير مما يحدث في عالم الثقافة حولنا ربما يرتقي الصمت عنه الى مستوى الجريمة .

قد يكون أخطر ظاهرة تمر بها الثقافة العربية والسبب فيها المثقف نفسه هي ظاهرة عدم القراءة ، نحن أمة إقرأ وللأسف الشديد قلة قليلة هي فقط من تقرأ ، ربما أكون أنا أحدكم ، ولدينا الكثير من الأسباب لكن اليوم لم يعد هناك مبررات فقد بات كل شيئ مرتبط بجهاز صغير لا تخلوا ايدينا ولا جيوبنا منه بعدما كان الأمر يحتاج إلى رحالة وعناء ومشقة سفر وترحال لاكتشاف ثقافات الغير ، الفارق أننا كنا قديما نقرأ ، لست أدري هل بسبب بعدنا عن ثقافات غيرنا من الشعوب كان لدينا شغف البحث وفضول المعرفة ، وعندما أصبح كل شيئ في متناول أيدينا عزفنا عنه لأننا لاشعوريا أدركنا أننا امتلكنا ما كان في حكم المستحيل لدينا ؟؟ .

هذا على المستوى العربي الشعبي العام ، فماذا عن المستوى الشخصي ، تعالوا نختزل الأمر ونصغره كثيرا لمستوى نص نكتبه وننشره على صفحاتنا أو في إحدى المحافل الأدبية والثقافية ، لا أحد يقرأ ، أو كي لا أظلم البعض فالبعض يقرأ عن بعد وعلى استحياء ، لا يكلف نفسه التعقيب على ما يقرؤه مخالفا بذلك الرسالة الأدبية والثقافية التي يحملها ، المثقف سواء كان مفكرا ، أديبا ، كاتبا ، شاعرا ، روائيا أو رساما أو أي نوع من أنواع الثقافة يحمل ، هو صاحب رسالة ، وأحد أبسط واجباته تجاه الثقافة هي احتواء واحتضان غيره من المثقفين أو حديثي العهد بالأدب و غيرها من الثقافات ، فهل هناك أبسط من عمليتين بسيطتين تقوم بهما وهما التعقيب على ما قرأت وتشجيع حديثي العهد على الاستمرار حفاظا على انتشار هذه الثقافات  ، ودعم وحث المبتدئين على الاستمرار ، و الثانية تكمن في تصويب مسارهم وانتشالهم من هفواتهم التي يقعون بها لعدم إلمامهم بحيثيات وأسس الكتابة و اختلاط بعض قواعد اللغة عليهم  ، عندما تدير ظهرك لهم وتتركهم على أهوائهم يهيمون فأنت بذلك تخالف رسالتك وتضرب الثقافة العربية في مقتل لأنك باختصار شديد تعمل على إحباطهم ، ومع الوقت سوف يعزفون عن الكتابة ، هل من أجل هذا أنت مثقف ؟؟ حكموا عقولكم قليلا ، فالثقافة تحتاجكم أنتم المخضرمين حاملي راية الثقافة ، كي لا تسقط الراية يوما وتندثر الثقافة العربية 

ولنا لقاء آخر إن شاء الله



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

صهيل الخيول بقلم سمير بن حلاسة

صهيل الخيول .................. غزة جرح الزمان سلام على أرض الجهاد سلام على غزة والكبرياء فرسان رجعت تحمل الجراح صهيل في الهواء رسائل  أقدامه...