الكِتَابَةُ بِأَبْجَدِيَّةٍ ثُنَائِيَّةِ التَرقِيْم .
لُغَةُ الخِطَابِ الإِلهِيِّ النِهَائِيِّ : الضَاد .
و هَذَا الحَرْفُ يُكْتَبُ و لَيْسَ عَلَى ( حِيَاد .) ، و لَن يُكْتَب إِذّ رَأَيْتُ الضَادَ بَعْدَ النَكْبَةِ ، حَتَّى و قَبْلَ النَكْبَة ، و بَعْدَ النَكْسَةِ يِبَاعُ دَرَاهِمَ بَخْسَة ، و الضَادُ عِبْئًا ثَقِيْلًا ، فَوقَ عِبْءِ الغُبَارِ يَتَكَثَفُ فِي أَجْوَاءِ عَالَمِيَ الدَاخِلِيِّ ظَلْمَةَ ( الجِيْنُومِ ) الإِنْسَانِيِّ - اللَّافِطْرِيِّ ، ( الإِنْسُوشَيْطَانَ ) الهَجِيْنَ - المُقِيْمُ فِي مَا تَبَقَى فِيَّ مِن أَثَرٍ بَهَائِمِيِّ الظَمَإِ ، لِرُوحٍ يُنَادِي بِهَا حَالِمَيْنِ بِضُوءِ قُبْلَةِ شَمْعَتَيْن - بِالبَيُولُوجْيَا ( الكَوَانْتَمِيَّة ) قَيْدَ التَجْهِيْز ، أَو جَاهِزَةٌ مُنْذُ سِنْيْن ، بَعْدَ سَمَاعِهَا تُمْطِرُ عَلَى نَافِذَةِ مَسَاءِ عَاشِقَ الشِتَاءِ مُنْذُ نُعُومَةِ أَحْلَامِه ، يَنْفُثُ زَفِيْرَ لُفَافَةَ تَبْغٍ بِشَرَاهِةٍ تَقُول : إِنَهَا تُمْطِرُ و هَذَا مَا عَادَ يَعْنِيْنِي ، فَرَائِحَةُ التُرَابِ مُلَقَحًا بِقَطَرَاتِ المَطَرِ المَأَيَنِ مِن غَيْمَةٍ مُتَقْنَيَةٍ ، قَبْلَ القَلِيْلِ مِن فُقْدَانِ طَعْمِ المَوْتِ الفُضُول ، أَنَا الذِي قَتَلْتُ بِدَاخِلِيَ إِنْسَانِيَ - الطِفْل ، تَوَجَبَ ذَلِكَ لَمَّا كُنْتُ أَعْيْشُ النَفَسَ الأَخِيْر ، قَبْلَ أَن يَنَامَ الحَرْفُ الرَضِيْعُ بِبِضْعَةِ سُطُورٍ ، فِي سَرِيْرِ الصَمْتِ يُكْثِرُ فِيْهَا رَأْسِيَ ثَرثَرَة .
هُنَاكَ عِنْدَ فُقْدَانِ الشُعُورِ بِالألَم مِن شِدَّةِ الأَلَم ، لَن أَعْتَذِرَ لِنَفْسِيَ و لَا نَدَم ، وَقْتَذَاكَ قُلْتُ لَهَا تِيْهًا فِي سِحْرِ عَيْنَيْهَا : نَعَمٌ ؛ أَعْرِفُ أَنَّنِيَ لَسْتُ رَاغِبًا فِي مَعْرِفَةِ مَعْنَى ( المَزِيْد ) ، لِمَاذَا لَا أُرٍيْدُ !؟ عَصِيٌّ عَن الكَلَامِ ، فَاقْرَئِنِيَ عُيُونِيَ ، هَكَذَا الحَرْفُ يُرِيْدُكِ أَن تَكَونِي ، نِسْيَانِيَ فِيْكِ إِنْسَانًا لِكَامِلِ نُقْصَانِيَ لَكِ ، لِأَحْيَا المَوْتَ فِيْكِ يَومًا جَدِيْد ، يَقْتُلُ سَاعَةَ جِهَازِيَ العَصَبِيِّ المُكَرْبَنَةِ جِيْنَاتٍ عَشْوَائِيِّة ، فَبَعْدَ نَزِيْفِ دِجْلَةَ الطَوِيْلِ فِي فُرَاتِ الشَام ، و قَد جَفَّ الأَخِيْرُ فِي هَذَا اللَيْلِ الذِي لَا يَنَام ، مَا زَالَت بَغْدَادُ جَذْرٌ يُفْرِعُ صَامِدًا وَقْتَ نُرِيْد ؛ و الآنَ نُرِيْد ، نَحْنُ الجَمِيْعُ إِلَّا مُبَاعًا ثَمَنًا زَهِيْد ، و فِي أُمِّ العَوَاصِمِ سَفْحَ ( قَاسْيُونَ ) مَا زَالَ رَيّانَ اليَاسَمِيْن ، تَعِبَ الحَرْفُ الحَزِيْنُ يَئِنُّ الحَنْيْنَ ذِكْرَى فِي البَعِيْد ، و أَتْعَبَ الصَمْتَ فِي إِيْمَاءِ الكَلَام ، و أَتْعَبَنِيَ وُضُوحِيَ أَمَامَ مِرْآةِ رُوحِ الحَقِيْقَة ، صَغِيْرَتِيَ أَيْنَ أَنْتِ : حُضْنَ احْتِضارِي .
سامي يعقوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق