الاثنين، 7 مارس 2022

وخط الشيب وانتشاره بقلم حمدان حمودة الوصيف

 وخط الشّيب وانتشاره 

شعر الشّيب بشعره. عرض البياض بعارضه. نور غصن شبابه. ضحك المشيب برأسه. لاحت حلية الشّيب في عذاره. لمعت نجوم الشّيب في ليل شبابه. لاحت الشّعرات البيض، وجعلت تفرج وتبيض. بدت في رأسه طلائع المشيب وطوالع القتير. أخذ الشّيب بعنان شبابه. ذرّت يد الزّمان كافوراً على مسكه. مدّ المشيب طرازاً على وجهه، وكتب أسطراً في عارضه. طَرَّز الشّيب بُرْد شبابه. حطّ المشيب بِرَبْعِه، وخطّ القتير على فَوْدِه. لاح أُقحوان الشّيب في بنفسج شبابه. غزاه الشّيب بجيوشه، كتبت يد الشّيب في فَوْدَيْه مواعظ يقرأها الأنام عليه، أقمر ليل شبابه. صاح النّهار بجانب ليله. افترّ له الشّيب عن ناب الأسود، وأشار إليه بمخلب الأسد. قد فضض الزّمان أبنوسه. اشتمل الشّيب على عارضه، ألجمه الشّيب بلجامه، وقاده بزمامه. سال وادي الشّيب في مفرقه. اعتمّ بالمشيب وتلثّم به. لاح نور الهموم في عارضيه. قنّعه الشّيب خماره، وأحلّ به أثقاله. علاه غبار وقائع الدّهر وحكايات الزّمن. أخذت الأيّام من شبابه. بينما هو راقد في ليل شبابه إذ أيقظه صبح المشيب.

حمدان حمّودة الوصيّف. تونس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...