رمضان
بركة كانت فيه والخير كان يغلب
واليوم زالت البركة والخير ذهب
من الرمضاء اشتق اسمه، رمضان
رمض للحلق، لكن طهارة للقلب
أوله بركة للعباد وأوسطه مغفرة
وختامه عتق من النار ذات اللهب
صغارا كنا نرجو قدومه متلهفين
للذيذ الأطباق، ومن التمر الرطب
بسرور نلقاه صائمين أو مفطرين
واليوم حالنا في استقباله انقلب
نصوم جوعا وعطشا لا عبادة
نسير لا نحاكي الناس إلا بالسب
صائم أنا، تحاشوا لمسي ومحاكاتي
لئلا تصيبكم مني نيران الغضب
احذروا ممازحتي، فلا مزاج بي لها
وجنبوني الكلام، فلساني صار حطب
يومي، صباحه نوم وظهره كصباحه
ولا يختلف عنهما العصر، إلا المغرب
الشارع لا أعرفه إلا ليلا، ساهرا فيه
من الإفطار إلى السحور، أكل ولعب
هذا رمضاننا الذي ننتظره كل عام
وحين قدومه كم نشعر بالتعب
ليس وقته، فلم أكمل دهن بيتي
لم أجدد أواني، والمؤونة لم أجلب
هي مظاهر أصبحت تسبق قدومه
وبدونها لن يكون رمضان عذب
تهنا في المظاهر وفقدنا الوجدان
تمسكنا بالزوائد واستغنينا عن اللب
حافظنا على عادات الأجداد بجد
وتركنا صميم ما أوصانا به الرب
غفرانك ربنا إن نسينا حق شهرك
ولا تؤاخذنا لما سنوه فيه من عجب
وفقنا ربنا لرضائك وجنبنا غضبك
رحمتك نرجو، وجنتك كل الطلب
رمضان مبارك للأمة الإسلامية جمعاء، غفر الله لنا ولكم، ورحمنا ورحمكم، وعتقنا وإياكم من النار.
بقلمي: عائشة راشدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق