أشكو إلى طَلَلٍ
بقلمي أنور مغنية
قد أناخَت قربَ الدَّارِ رواحلنا
وفاضت من عيني سيولُ دمعاتي
وقفتُ على بابها المرصود بمحبتها
فأتعبتني عند الباب أنَّاتي
كل الدوارس تحكي عن مآثرها
أن ها هنا كانت أغلى حبيباتي
تركتُ خدِّي للجدار يُقَبِّلهُ
وشربتُ من دمعي مرَّاً بكاساتي
لو أنَّ الأيامَ يوماً تُنصفني
على السماء قصصتُ كلّ معاناتي
مكسورٌ أنا لا حزنٌ ولا فرحٌ
مُضنىً أنا وزادَ الحنينُ آهاتي
لو كان لي في الأقدار يدٌ طولى
أعطيتُ فرحتي ، أخفيتُ جراحاتي
إني أُداري الأحزانَ وأكتمها
وأخفي عن الناس أيامي الحزيناتِ
أمشي كذوباً وأبدي مني جَلَداً
والناسُ لا تدري جروحي النازفاتِ
تنامُ على عيني دوارسٌ وأطلالٌ
فهل للأطلالِ شأناً في مواساتي ؟
يجري بالشريانِ دمٌ يحرقني
ومن ناري أُداري لظى احتراقاتي
معاذَ الله أنَّ الدَّهرَ بل أنتِ التي
قتَلَت عمداً أحلامي الجميلاتِ
زرعتكِ بين الورود لحناً غنَّيتَهُ
وعدتُ إليك الآن ، أين أغنياتي ؟
وقام هذا الطَلُّ يرميني بأحجارِهِ
بكلِّ قسوةٍ يسحقُ كلَّ أمنياتي
تركتُ على البابِ أوردتي نازفةً
وغابَت عنِّي هناك كلُّ مسرَّاتي
واغربتاه... قد غابَ الحسنُ عن نظري
وغابَ حِسِّي وانبحَّت نداءاتي
غريبٌ والأوجاع داري أسكنها
أين الغريب غدا من الأميراتِ
وبقيتُ عندكِ أشكو همِّي حجرٌ
ولا مجيب سوى خرابُ الدارساتِ
أنور مغنية 01 06 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق