الكِتَابَةُ بِأَبْجَدِيَّةٍ ثُنَائِيَةِ التَرقِيْم :
الشَيْطَانُ فِي عَقْلِ ( النَايْن - 9 ) .
أَو الجَريْمَة ( زِيْرو ، وَن - 0,1 )
و قَبْلَ النَصِ الأَخِيْر .
كَعَادَتِهِ قَالَ لِي عَابِرًا بَعْدَ أَن أَلقَيْتَهُ التَحِيَّة : فِي صَبَاحِ اليَومِ الذِي كَانَت فِيْهِ الأََرضُ عَلَى قَرنِ الثَور ، و فِي طَرِيْقِيَ صُعْودًا ، نَحْو البَيْتِ هُنَاكَ حَيْثُ جَسَدِي يِقِيْم ، الذِي سَيَفْتَقِدُنِيَ بَعْدَ قَلِيْل ، بَعْدَ شُهُورٍ أَو سِنِيْن ، صَادَفْتُهُ
و كَانَ يَجْلِسُ عَلَى الرَصِيْف ، سَانِدًا ظَهْرَهُ عَلَى جِدَارِ البَيْتِ المُجَاوُرِ لِلمَسْجِد ، و الذِي قُتِلَ فِيْهِ صَاحِبُهُ قَبْلَ سَنَوات ، إِثْرَ مُشَادَةٍ كَلَامِيَّةٍ سَبَقَهَا نِقَاشٌ بِيْزَنْطِيٌّ عَقَيْمُ و مُسْتَفِيْض ، حَوْلَ الخُلَاصَةِ التِي فُهِمَت مِن نَظَرِيَّةِ ( دَاروِين ) فِي أَصْلِ الأنْواَع : لَقَد قَالَ لِيَ الشَيْطَانُ : بِأَنَهُ لَن يَصْنَعَ مِنِّيَ كَمَا الجَمِيْع ؛ بِجُمْلَتِهِ هَذِهِ اسْتَفَزَ فُضُولِيَ لِلعَودَةِ لِمُجَالَسَتِهِ ، فَسَأَلْتَهُ : مَاذَا سَيَصْنَعُ بِالجَمِيْعِ ؟ ، أَجَابَنِيَ ضَاحِكًا و قَد اعْتَدتُ عَلَى مُفْرَدَاتِهِ الانْجْلِيْزِيَة : أَنْتَ كَمَا الجَمِيْعِ لَسْتَ سِوَى
( IP Address ) بِهَاتِفِكَ النَقَالِ الذِي تَحْمِلُ ، و بِوَاسِطَةِ عُنْوَانِكَ هَذَا ، فَهُوَ بَدَأَ قَبْلَ سَنَوَاتٍ بِإِفْقَادِكَ فِطْرَتَكَ الإِنْسَانِيَةِ ، قُلْتُ و لِمَاذَا اسْتَثْنَاكَ و أَنْتَ تَمْلِكُ هَاتِفًا ذَكِيًا !؟ ، ضَحِكَ بِاسْتِيَاءٍ و أَجَابَنِيَ : لَسْتُ أَدْرِي فَهُوَ صَاحِبُ القَرَار ، و قَالِ لِيَ سَأَتْرُكُكَ لِطُفُولَتِكَ ! ، و لَكِن كَيْفَ عَرَفَ مَا كَانَ يَدُورُ فِي مُخَيِلَتِي !؟ ، عِنْدَمَا تَوَسَدْتُ سَاقَهَا و قُلْتُ لَهَا و أَنَا أَبْكِي : احْتِضَارِيَ فِي نَظْرَةِ عَيْنَيْكِ ؛ حَيْتُ يَتَجَلَى اللهُ ، أَجْمَلُ نَشْوَةٍ لِفُضُولِ المَوْتِ فِي بَعْثٍ مَجْهُول .
ضَحِكْتُ سَائِلًا إِيَّاهُ : و لَم تَسْخَر هِيَ مِن دُمُوعِكَ الطُفُولِيَّة ؟ ، و كَيْفَ تَفْعَلُ ذَلِكَ ! ، و قَد كُنْتُ أَعْرِفُ الطِفْلَةَ التِي تَسْكُنُهَا ، قَالَ و اسْتَطْرَد : لِهَذَا دَوْمًا كِنْتُ أُنَادِيهَا ؛ يَا صَغِيْرَتِي ، حَتَّى و إِن كَانَت تَكْبُرِنِيَ بِبِضْعِ سِنِيْن ، قِلْتُ لَهُ لِنَعُد إِلَى مَا قَالَهُ الشَيْطَان ، و كَيْفَ سَمِعْتَ مَا قَالَ ؟ ، ابْتَسَمَ بِاسْتِهْزَاءٍ و أَرَدَفَ قَائِلًا : إِنَّهُ يَسْكُنُ رَأسِيَ كَمَا الجَمِيْع ، و كَثِيْرًا مَا نَتَبَادَلُ أَطْرَافَ الحَدِيْث ، بِالأَمْسِ قَالَ لِيَ بِأَنَّهُ سَيَسْتَعْبِدُكُم ؛ جِنْسًا بَشَرِيًا فَقَدَ فِطْرَتَهُ الإِنْسَانِيَّةِ بِإِرَادَتِهِ المَحّْضَة ، عِنْدَمَا قُلْتُ لَهُ : أَمَّا أَنَا بِإِرَادَةِاللهِ سَيُبْقِيَ لِفِطْرَتِيَ الطُفُولِيَّةِ إِنْسَانِيَتَهَا ، ضَحِكَ و قَالَ أَيْنَ هُوَ هَذَا اللهُ صَاحِبُ هَذِهِ الإِرَادَة ، أَجَبْتُهُ مُحْتَدًا : هُوَ فِي كُلِّ مَكَانٍ و زَمَان ، و قَبْلَ المَكَانِ و الزَمَان ، قَهْقَهَ و سَأَلَنِيَ مَا هُوَ المَكَانُ و الزَمَان ، و اللامَكَان و اللازَمَان !؟ ، قُلْت غَاضِبًا : الأَوَلَيْنِ هُمَا وَعْيُنَا الدُونِيِّ المَرهُونِ بِالأَبْعَادِ الفِيْزيَاوِيَّةِ الأَرْبَعَةِ ، و نَقِيْضُهُمَا هُوَ نَقِيْضُ هَذَا الوَعْيِّ الدُونِي ، فَضَحِكَ دَاخِلَ دِمَاغِيَ بِهِسْتِيْرِيَّةٍ أَصَابَتْنِيَ بِالجُنُونِ ؛ الذِي أَوصَلَنِيَ إِلى المَصَحِ العَقْلِي ، فِي الدَورِ التَاسِعِ غُرْفَةً رَقَمَ تِسْعَةٍ ، و خَرَجْتُ بِهَذَا الّلَقَبِ الذِي كُنْتَ تَسَائَلُ عَنْهُ كَثِيْرًا ، و خَتَمَ الّلِقَاءَ قَائِلًا : هَيَّا اذْهَبَ إِلى حَيْثُ تُرِيْدُ و يُرِيْدُ الشَيْطَان .
سامي يعقوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق