الثلاثاء، 7 يونيو 2022

الشيطان في عقل بقلم سامي يعقوب

 الكِتَابَةُ بِأَبْجَدِيَّةٍ ثُنَائِيَةِ التَرقِيْم :


الشَيْطَانُ فِي عَقْلِ ( النَايْن - 9 ) .

أَو الجَريْمَة ( زِيْرو ، وَن - 0,1 )

و قَبْلَ النَصِ الأَخِيْر .


     كَعَادَتِهِ قَالَ لِي عَابِرًا بَعْدَ أَن أَلقَيْتَهُ التَحِيَّة : فِي صَبَاحِ اليَومِ الذِي كَانَت فِيْهِ الأََرضُ عَلَى قَرنِ الثَور ، و فِي طَرِيْقِيَ صُعْودًا ، نَحْو البَيْتِ هُنَاكَ حَيْثُ جَسَدِي يِقِيْم ، الذِي سَيَفْتَقِدُنِيَ بَعْدَ قَلِيْل ، بَعْدَ شُهُورٍ أَو سِنِيْن ، صَادَفْتُهُ

و كَانَ  يَجْلِسُ عَلَى الرَصِيْف ، سَانِدًا ظَهْرَهُ عَلَى جِدَارِ البَيْتِ  المُجَاوُرِ لِلمَسْجِد ، و الذِي قُتِلَ فِيْهِ صَاحِبُهُ قَبْلَ سَنَوات ، إِثْرَ مُشَادَةٍ كَلَامِيَّةٍ سَبَقَهَا نِقَاشٌ بِيْزَنْطِيٌّ عَقَيْمُ و مُسْتَفِيْض ، حَوْلَ الخُلَاصَةِ التِي فُهِمَت مِن نَظَرِيَّةِ ( دَاروِين ) فِي أَصْلِ الأنْواَع : لَقَد قَالَ لِيَ الشَيْطَانُ : بِأَنَهُ لَن يَصْنَعَ مِنِّيَ كَمَا الجَمِيْع ؛ بِجُمْلَتِهِ هَذِهِ اسْتَفَزَ فُضُولِيَ لِلعَودَةِ لِمُجَالَسَتِهِ ، فَسَأَلْتَهُ : مَاذَا سَيَصْنَعُ بِالجَمِيْعِ ؟ ، أَجَابَنِيَ ضَاحِكًا و قَد اعْتَدتُ عَلَى مُفْرَدَاتِهِ الانْجْلِيْزِيَة : أَنْتَ كَمَا الجَمِيْعِ لَسْتَ سِوَى 

‏( IP Address ) بِهَاتِفِكَ النَقَالِ الذِي تَحْمِلُ ، و بِوَاسِطَةِ عُنْوَانِكَ هَذَا ، فَهُوَ بَدَأَ قَبْلَ سَنَوَاتٍ بِإِفْقَادِكَ فِطْرَتَكَ الإِنْسَانِيَةِ ، قُلْتُ و لِمَاذَا اسْتَثْنَاكَ و أَنْتَ تَمْلِكُ هَاتِفًا ذَكِيًا !؟ ، ضَحِكَ بِاسْتِيَاءٍ و أَجَابَنِيَ : لَسْتُ أَدْرِي فَهُوَ صَاحِبُ القَرَار ، و قَالِ لِيَ سَأَتْرُكُكَ لِطُفُولَتِكَ ! ، و لَكِن كَيْفَ عَرَفَ مَا كَانَ يَدُورُ فِي مُخَيِلَتِي !؟ ، عِنْدَمَا تَوَسَدْتُ سَاقَهَا و قُلْتُ لَهَا و أَنَا أَبْكِي : احْتِضَارِيَ فِي نَظْرَةِ عَيْنَيْكِ ؛ حَيْتُ يَتَجَلَى اللهُ ، أَجْمَلُ نَشْوَةٍ لِفُضُولِ المَوْتِ فِي بَعْثٍ مَجْهُول .


     ضَحِكْتُ سَائِلًا إِيَّاهُ : و لَم تَسْخَر هِيَ مِن دُمُوعِكَ الطُفُولِيَّة ؟ ، و كَيْفَ تَفْعَلُ ذَلِكَ ! ، و قَد كُنْتُ أَعْرِفُ الطِفْلَةَ التِي تَسْكُنُهَا ، قَالَ و اسْتَطْرَد : لِهَذَا دَوْمًا كِنْتُ أُنَادِيهَا ؛ يَا صَغِيْرَتِي ، حَتَّى و إِن كَانَت تَكْبُرِنِيَ بِبِضْعِ سِنِيْن ، قِلْتُ لَهُ لِنَعُد إِلَى مَا قَالَهُ الشَيْطَان ، و كَيْفَ سَمِعْتَ مَا قَالَ ؟ ، ابْتَسَمَ بِاسْتِهْزَاءٍ و أَرَدَفَ قَائِلًا : إِنَّهُ يَسْكُنُ رَأسِيَ كَمَا الجَمِيْع ، و كَثِيْرًا مَا نَتَبَادَلُ أَطْرَافَ الحَدِيْث ، بِالأَمْسِ قَالَ لِيَ بِأَنَّهُ سَيَسْتَعْبِدُكُم ؛ جِنْسًا بَشَرِيًا فَقَدَ فِطْرَتَهُ الإِنْسَانِيَّةِ بِإِرَادَتِهِ المَحّْضَة ، عِنْدَمَا قُلْتُ لَهُ : أَمَّا أَنَا بِإِرَادَةِاللهِ سَيُبْقِيَ لِفِطْرَتِيَ الطُفُولِيَّةِ إِنْسَانِيَتَهَا ، ضَحِكَ و قَالَ أَيْنَ هُوَ هَذَا اللهُ صَاحِبُ هَذِهِ الإِرَادَة ، أَجَبْتُهُ مُحْتَدًا : هُوَ فِي كُلِّ مَكَانٍ و زَمَان ، و قَبْلَ المَكَانِ و الزَمَان ، قَهْقَهَ و سَأَلَنِيَ مَا هُوَ المَكَانُ و الزَمَان ، و اللامَكَان و اللازَمَان !؟ ، قُلْت غَاضِبًا : الأَوَلَيْنِ هُمَا وَعْيُنَا الدُونِيِّ المَرهُونِ بِالأَبْعَادِ الفِيْزيَاوِيَّةِ الأَرْبَعَةِ ، و نَقِيْضُهُمَا هُوَ نَقِيْضُ هَذَا الوَعْيِّ الدُونِي ، فَضَحِكَ  دَاخِلَ دِمَاغِيَ بِهِسْتِيْرِيَّةٍ أَصَابَتْنِيَ بِالجُنُونِ ؛ الذِي أَوصَلَنِيَ إِلى المَصَحِ العَقْلِي ، فِي الدَورِ التَاسِعِ غُرْفَةً رَقَمَ تِسْعَةٍ ، و خَرَجْتُ بِهَذَا الّلَقَبِ الذِي كُنْتَ تَسَائَلُ عَنْهُ كَثِيْرًا ، و خَتَمَ الّلِقَاءَ قَائِلًا : هَيَّا اذْهَبَ إِلى حَيْثُ تُرِيْدُ و يُرِيْدُ الشَيْطَان .


سامي يعقوب 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

يامن سكنت بقلم عماد شكري حجازي

........يامن سكنت......... يامن سكنت مجرتي  ضاقت دفوف الطبل  منك مداركي  أصبحت فيك تخشى  ظلالا لاتجيب بين  توارد همستي  والروح سقمت مرأى  عي...