إستغاثة جرح قديم
سكينة الشريف
مصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَيها الجُرح النازف
في مَجّْرى الروح.
الجاري كبحر متلاطمة أمواجه
يَتَدفق نَحو مصب الشريان المهترئة زفراته
العازف من أوتاري الممزقة
ألحانه شجون العمر الصارخ في أجواء القلب
وَتُقيم الأفراح سرادقها
بنهاية بحر لا يملك أي هوية
لا مرفأ يأوي خطواته
فَيظل تائها دون وصول لسبيل يرجوه
دُون مستقر أو شطآن
أَوْقف نزفك برهة
حَتى أغتسل بماء من طهر الملكوت الذائب في وقيك
واسبح في بعض الركعات
وأهمس بالدعوات
و أرسلها نحو سماء الروح المنشقة في جسدين
فعساي أجد لذاتي مستقرا أو مأوى
كي يلتئم الجرح النازف
أيتها الكلمات الخرساء
هيا مزقي شرنقة الصمت
واصرخي حتي يمتلئ الفضاء بحروفك
انثري على صفحات الصبح
قصصا لم تحدث بعد
ائتني بكل الهاربين من بين براثن حكاياتي
وبكل المعاندين الذين تركوا مهدنا فتاهوا
ائتني بكل الغائبين عن مجلس سمرنا المعتاد
الذين رحلوا فلم نعثر عليهم إلا بمخيلتنا
أيتها الراحة التي غابت
في ركب المهاجرين بلا عودة
فمنحوها لقب نازحة
عودي. .
فما زال لك متكأ بين الضلوع
أيتها الأسرار المكتومة
بوحي بكل المختبئ في حنايا الروح
أيها الجسد المتعب حط رحالك
وافتح جيوبك
وأخرج منها كل متعب
واجعل له مستراح ومأوى
وفك قيود المكبلين في ثنايا محبسك
أطلق لهم العنان
فقد وصل إلى مسامعنا
أنين القيد بمعصمهم
أيها الهدهد المحبوس في فضائي
حلق في كل فضاءات من غابوا
وأئتني بأخبارهم
لعلي أسمع صوت أنينهم على فراقي
فأهدهد الآهات كي تهدأ
والعويل كي يرق بين كفي
أيها المغترب دون عودة
انتبه
لقد تجرعنا لوعة الشوق
وعصفت صروف الدهر بعقول قلوبنا
فأصبح عقد القلب منفرطا
وحباته منثورة
وانطفأت أنواره
وجفت من الدمع كل البحور
فعد إلينا
وكفاك عنادا وكفاك غرورا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق