نادى الأذان
ونادى الأذانُ مِنَ القُدسِ // هلُمُّوا لتصغوا إلى الدرسِ
فعبرَ الزمان جرى ظُلمٌ // وليس الجديدُ كما الأمسِ
ترابُ السماءِ غدا نهباً // لأوياشٍ للردى تُرسي
أتوا من خنا الدنيا // لفيفاً مِنَ الموتِ للعُرسِ
فهدُّوا الحياةَ وأطياراً // كما الزَّهرِ ألوانها تَكسي
بقتلٍ وذبحٍ بأكداسٍ // من الحقِدِ والغدرِ والدسِّ
ففرَّ الورى نحو مجهولٍ // يداوي قروحاً مِنَ البأسِ
فشعبي طريدٌ وفي منافي // يهيمُ وفي القهرِ كم يُمسي
فقد هجَّروهُ بلا ذنبٍ // وكلُّ الدُّنَا قد ترى رمسي
وموتي على الدربِ في صمتٍ // ومن غير وردٍ ولا شمسِ
بثوبٍ منَ الصبرِ قد ضُرِّجْ // ومنْ دمِّ صِدقي وفأسِ
وقد أمعنَ الكونُ في ظُلمي // بأحلافِ شرٍّ ورِجْسِ
من الغربِ أو منْ كراديسٍ // منَ العُربِ مِنْ سطوةِ الكُرسي
ولكنَّ جُرحي سيشفيني // مِنَ الوهمِ والموتِ والنَّفسِ
ففجري أتى بالدَّمِ القاني // وأشلاءِ طفلي وبالفَرْسِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق