نظرت فرأته أمامها مرتبك، جاحظة عيناه والخوف يتملكه ينادي أصدقاءه وهم يتسابقون للحاق بالمركب الذي سيخرجهم من هذا الجحيم الذي هم فيه فلم يعد لهم مكان بعدما رجع أصحاب الأرض لصوابهم وتحرروا من قيود التبعية.
ضحكت ثم قالت له: أهؤلاء هم خلانك الذين كنت تتباهى بهم، تركوك تبحث عن طوق نجاة، لا أحد سيتمنى موقعك كما كانوا في السابق يتنافسون للوصول إليك وطلب رضاك.
تذكرت تضحيات المجاهدين والمسبلين ودماء الشهداء ونضال الأمهات والأرامل وكيف وضعوا اليد باليد واتحدوا على الكلمة الواحدة ضد المغتصب الدخيل .
دق قلبها بقوة، صرخة كانت تكمن بداخلها والآن تستطيع إخراجها لترتاح، قالت : لا، لن يكون هناك صمت بعد الآن، من اليوم نرفض الاستسلام، هذا حقنا ولن نسمح لأحد بأخذه، لست ضعيفة يا ظالم سأمشي بسعادة دون خوف ولن ألتفت حولي لأرى أي ذئب يترصد للانقضاض علي ولن أرتجف من صوت الطائرات والغارات، فلن يكون هناك صوت سوى صوت الحق و زقزقة العصافير تملأ المكان لتبني أعشاشها بسلام .
من الآن لن تستطيع اغتصاب ابنتي او حفيدتي أو أي إمرأة ولن ترغم أبي على بيع أرضه وأخي سيحقق حلمه، فعمي باع كل غال ونفيس واشترى البذور وخالي زرعها و رواها بدماء الشهداء وأبنائي حصدوا المحصول وأحفادي سيزرعون من جديد .
فلي كيان، حولي رجال أسود لن يتركوك بسلام، جبابرة صناديد، تحملوا الصعاب، يحمونني بأرواحهم لآخر رمق .
ضعيف أنت يا دكتاتور، تلتف حول نفسك كالثعبان وتغير كلامك و وعودك كالحرباء بكل الألوان لتستجدي العطف وتسرق الخيرات، فقد وجدت قلوبنا طيبة منحناك الحب حينما زرتنا أول مرة بنية الصداقة فمنحتها الحرب والدمار يا للفضاعة ويا لك من ثعلب مكار ،تخاف ان تواجه كالشجعان فقد جمعت حولك الكثير من الجرذان، أين هم الآن؟ مسكين تركوك تتخبط في توهان.
نظرتي أخافتك؟؟؟
أنظر حولك، أغلقنا عنك كل المنافذ، اهرب إن أردت الحياة، لا يغرنك الصمت فها هنا ستلقى موتك المؤكد، رأسي مرفوع بشموخ وتفاخر وسيبقى علمنا عاليا لن ينتكس أبدا .
أرعبكم أولادي منذ زمن والآن انتظر دمارك، فأحفادي كواسر، لا يغرنك سفاهة البعض وقد مالوا إلى الهاوية، فدماء الشهداء تسري في عروقهم ووجدانهم، لن نسمح لكم بقتل حلم أبنائنا وتشريدنا فلنا أرض برائحة العنبر مليئة بالزيتون الأخضر تحتوينا بحنانها ولنا رب عادل يحمينا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق