أَجْرَاسُ اَلْهَجْرِ
نَطَقَتْ شِفَاهِيٍّ حُرُوفِ اِسْمِكَ تَرْجُو اَلْفَرَحَ...
وَاسْتَهَلَّتْ كَلِمَاتِي تُرَفْرِفُ فَوْقَ أَوْرَاقِي اَلْمُتْعَبَةِ
لِتَخَطٍّي أَيَّامٍ عِجَافٍ مَرَّتْ تَكْتُبُ اَلْوَجَعَ تَخَطٍّ عُهُودًا وَوُعُودَ
أَكْلِهَا اَلدَّهْرِ وَشُرْبٍ ؛
بِقَلْبٍ خَافِقٍ يَرْتَجِفُ مِنْ شِدَّةِ اَلْأَلَمِ
مَا زِلْتُ يَا صَاحِبِي اُكْتُبْ لَكَ كُلِّ يَوْمٍ
عَلَّنِي أُرِيحُ أَوْ أُزِيحَ آلامِّيُّ اَلَّتِي أَرْهَقَتْنِي بِفِرَاقٍ وَوَجَعٍ...
تَخْتَصِرَ سُطُورِي بِقَصَائِد تَحَاوَرَ نِدَاءَاتِ غَرِيقٍ
فِي بُحُورِ اَلصَّمْتِ رَغْمَ اِرْتِوَائِي بِنَهْرِ
حُبِّكَ اَلْهَائِجِ وَالْمُتَلَاطِمِ اَلْأَمْوَاجَ لِتَلْمَحَ،
مِنْ بُعَيْدِ مَلَامِحَ تُعَانِقُ رُوحِي بِخَيَالٍ وَوَهْمٍ
بِبَهْجَةٍ لَا تُفَسِّرُهَا مَعَانِي وَلَا تُتَرْجِمُهَا كُتُبٌ؛
لِيتدُقَّ فِي أُذُنِي أَجْرَاسَ اَلْهَجْرِ وَسَطَ ضَجِيجٍ
لَا يُحْتَمَلُ؛
تَجْرَحُ فِيهَا قُلُوبٌ مُفْعَمَةٌ بِالْأَحَاسِيسِ اَلصَّادِقَةِ
وَاَلَّتِي ضَاعَتْ بَيْنَ ثَنَايَا ضَمِيرٍ مُسْتَتِرٍ
دَقَائِقَ وَصْلِكَ يَا مُعَذِّبِي غَابَتْ وَلَمْ تُعَدْ
كَطَائِرٍ حَزِينٍ هَاجَرَ دُونَ رَجْعَةٍ
أَفَاقَتْ يَقَظَتِي كُلَّ أَكَاذِيبِ اَلْعِشْقِ اَلْأَبَدِيِّ
وَاسْتَفْرَغَتْ يَا صَاحِبِي كُلَّ طَاقَتِي
وَوَجَعِي وَحَرَقَتْ صُحُفُ اَلْمَاضِي
بِنَارِ لَهِيبِ حُبِّكَ وَفِرَاقَكَ اَلْمُوجِعَ.
وَاَلَّتِي اِنْتَشَرَتْ شَيْئًا فَشَيْئًا بِثَنَايَا ضُلُوعِي اَلْمُحْتَرِقَةِ ،
لِرُؤْيَاكَ زَاحَمَتْنِي عَوَاصِفُ هَوَاجِسِي كَإِعْصَارٍ مُدَمِّرٍ بِدَاخِلِي
لِيَحْرُقَ مَعَهُ أَجْمَلَ ذِكْرَيَاتِي
وَغَزَتْ يَا صَاحِبِي مَرَاسِيَ اَلْأَحْلَامِ وَالْأَوْهَامِ
قَلْبِي بِآهَاتٍ حَائِرَةٍ مُدَمِّرَةٍ مَا عُدْتُ أُبَالِي
بِأَحْلَامٍ قَدْ غَرَبَتْ وَتَهَاوَتْ بِخُطُوَاتٍ رَاحِلَةٍ
وَأَصْبَحَتْ تَنْهِيدَاتُ أَنْفَاسِي تَحْتَرِقُ بِدَاخِلِي
كَوَرَقٍ فِي مَهَبِّ رِيحِ عَاصِفَةٍ لِتُحَوِّلنِي
إِلَى رُكَامٍ... حُطَامٌ... دَمَارٌ... وَوَجِعَ... وَانْتِظَار...
لِتُعَانِد زَمَن عَنِيدٍ يُصَارِعُ أَحْلَامِي بِلُقْيَاكَ
بَاتَتْ أَنْفَاسِي تَتَعَطَّرُ بِضِحْكَاتِكَ اَلْعَالِقَةِ
عَلَى جُدْرَانِ قَلْبِي اَلصَّاخِبِ ،
نِدَاءَاتِ رُوحِيٍّ زَلْزَلَتْ عُرُوشُ اَلْيَأْسِ
وَالْأَلَمِ عِنْدَ أَبْوَابٍ مُوصَدَةٍ ؛
أَقْلَامٌ تَكْتُبُ بَصِيصَ أَمَلِ اَلرُّجُوعِ
بَيْنَ طَيَّاتِ اَلْقَدَرِ تُحَاكِي خَيَالا اِخْتَرَقَ جُدْرَانَ اَلْأُمْنِيَاتِ ؛
يُحَرِّرُ قَصَائِدَ مُقَيَّدَةً بِأَسْرَارٍ تَائِهَةٌ
تَتَأَمَّلُ لِقَاءً ينْعِشُ اَلرُّوحَ..
فِي اَلْخَرِيفِ قَدْ هَجَرَ..
عَابِرُ سَبِيلٍ شَاءَتْ اَلْأَقْدَارُ أَنْ يَتَحَدَّى
اَلْمَحَطَّاتِ وَالدُّرُوبَ عِنْدَ أَرْصِفَةِ اَللِّقَاءِ
وَيُعَانِقُ قُلُوبا تَضِجُّ بِالْأَمَلِ وَالْحَيَاةِ
اسماء جمعة الطائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق