************
أمست تراقب اوراقي بحثا عن شيء في صفحتي البيضاء
صرخة الروح اجابتها كفى عقابا لي على ما فات من الزمان
أنقادت لخيوط الضباب بعدما حاكت لعينيها سحابة سوداء
صار صمت الشفاه رفيقي فتركوني احبتي وحيدا بلا عنوان
راحت تأزها الأنفس الضعيفة لتعتلي كذبة واضحة هوجاء
نافلة الطاعة لها فرض واجب يتجدد بلا أجراس وبلا آذان
رسمت طريقي كأنه درب الندم ومزاجي بات متلون الأهواء
ولتبقى عواطفي كشجرة للمودة كثيفة تظلل على الجيران
نسجت قصص الخيال بعين حاسد وقد حملت لي الاصداء
لكن الروح يعذبها زهو غرورك ويطوقها صدودك والهجران
عارية كلمات العواذل عني تحمل بين انفاسها حقدا ودهاء
ماذا عساي أن أفعل والريح تنقل مركب النوى إلى النسيان
سأدعو متهجدا أن توقعهم ذنوبهم بعثرات الزمن وشر بلاء
أركب موج التحدي ولن أهرب من ذكرهم ويقال اني جبان
كنا نلتقي بود ولم يكن عابرا بيننا ياشمس عمري ذاك اللقاء
أرفق بي قليلا فأنا بكل لحظة أموت بقربك ظامئا عطشان
كم متلهف وقد كان يحمل طيبا ومودة وغراما منك والنقاء
سأطفيء كل شموع لقائنا وأعيش رحلة عذابي بثقة وايمان
بحثت في عتمة الدروب عنك فما دلني غير ضوءك والسناء
وفي الصباح أخذني اليك عبيرا يفوح عبقا بكل حين وأوان
فوضى تعابيري ظهرت ملامحها كاعصار لهفة صامتة ونداء
واستقبل سهامك بصدر مكشوف لأكون شجاعا بهمة فرسان
عند ذاك قلت ليتها لم ترحل فهذياني بعدها كله الآلام وعناء
الآن أنتهى أمري وأيقنت أنها راحلة بلا عودة فلتتهيأ الاكفان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق