لطفي الستي/ تونس
ألا تريثت يا قمر...
فالليل ما يزال طويلا
و أنا هنا ساهر ...
أنتظر ولادة ...
ميلاد وطن ظل عني بعيدا
لا تقل شيئا
فأنا مللت الكلام ...
حدثوني عن الحب و العدالة و السلام
عن الكيل ...عن الميزان ...
عن أساطير أجدادي ...
عن الفتوحات والغزوات
عن الخيول ...عن السيوف و السهام ...
عن منابر علم وصحف حبرتها الأقلام
فقلت ...أين أنا
على هذه الخريطة
أأصمت و أتبع الركب و الطريقة ...
أنتزع خبزي و زيتي ...
مقابل العهود و الوثيقة ...
أنشر تاريخي على الأرصفة
عار...تائه ...بين حقيقة و حقيقة
للبيع تاريخ ...
غير منقط ...غير مشكول...
يفهم بالإشارة ...بالإيماء...بالسليقة...
شككت في نفسي ...في تاريخي...
في لحظات صمتي ...تأملي و صريخي
في أرض قالوا وطنا ...
قالوا كفنا ...
فإذا أنا فيها وحيدا ...غريبا ...
أتلمس فيها الحواجز و الحدود
أعد ملايين مهاجر و مفقود ...
توأد فيه الفكرة خوفا من الحديد والقيود...
متأملا في هذه القطعان التي تسير
بعد أن جردها الجزار من القلب و الضمير ...
الصمت عندهم عبادة
جف فيه الياسمين ...
ماعاد يصلح عقدا...ولا قلادة ...
ألم أقل لك يا قمر
الليل طويل و أنا ساهر
أنتظر ...
أنتظر ولادة
بقلمي: لطفي الستي/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق