ما السبب.؟.!.؟
---------------
لا أجيدُ سرد القصص. لكنهُ صديق الطفولة.لذلك وجب عليَّ توثيق قصتهِ. جريحُ حَربٍ وأرمل. يعتاش على راتبٍ تقاعدي. فقدَ ابنهُ بحادثِ. وله ابنتين زوجهما. لم تسير حياتهما كما ينبغي. قسّمَ بيته نصفين. لكل بنت نصف . فاعترضت الصغيرة. أين تعيش انت يا أبي . فرد سأدبر امري. فقالت : سألغي المحل الخارج من البيت وأجعلهُ غرفة لك. فأجاب.. لا تستعجلي . فعندي رحلة مهمة... فركب سيارته وسافر للجنوب. لصديقٍ خدم معه بالجيش... اربعة شهور مضت . بالجنوب بين ضيافة وسكن بفنادق متواضعة ومبيت بسيارته. انتهت أجواء الشتاء وحل الربيع .سافر لوسط البلاد قريب على بيته. وتغاضى عنه واستمر بالسير. فوصل الشمال .جو بارد . جبال خضراء . وديان تنبض بالحياة. قبض راتبه واصلح سيارته. وصار يتنقل من مصيف الى آخر. انتهى فصل الصيف. وهذا سابع عام يقضيه بمنفاه الاختياري. وهو بعيد عن بيته. سبع سنين .انقضت بين صيف الشمال وشتاء الجنوب.تصله عدة رسائل فلا يجيب عليها. وآخر رسالة ..ابني يسأل عن جده ..فأين أنت يا أبتي.. استجمع قواه وقال سبع سنين مضت. وانا أبٌّ سيء. اريد ان اكون جَد جيد لحفيدي. واعيش بغرفة المحل الذي وعدوني بها.. فأخرج من جيبهِ علبة حبوب فأبتلع حبة وأخرى وضعها تحت لسانهِ .وقام بملأ سيارته بالوقود وشد الرحال لدياره. وصل فجراً ..رأيت سيارة امام بيتي فخرجت لأستطلع الأمر. وإذا بصديق الطفولة . متكيء على مقود السيارة لافظاً أنفاسهِ الاخيرة.. قلت لكم لا أجيد سرد القصص. وأيضاً لا أجيد تعليل الاسباب. فما السبب الذي دعاه لهجر أهلهُ والمجتمع.؟.!.!.؟
فلاح الكناني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق