سِهَام اللَّيْل
********
عِنْدَمَا يُرْفَعُ الْحَب جَلَسَتْه
عِنْدَهَا تَبْدَأ الْمُرَاوَغَة عَلَى طاولة التجاهل
ليعلن الْفُؤَاد الانْسِحابَ مِنَ قَصَصِ العَاشِقَيْن
وتغرز الاتهامات سهامها . . وتختلق الْأَعْذَار و المبررات
حِينِهَا نُدْرك أَن الْفِرَاق فَتْح أَبْوَابِه لَنَا
يُقْرَع الشِّتَاء القارص أَبْوَاب الْوَحْدَة وَالْوَجَع
ويسدل الظَّلَام عَتَمَه .
لِيُخْفِي أَوْجَاعا صَامَتْة بداخلنا
وَ يَحِلّ هَيَجَان البَحْرِ بَيْنَ مُدَّه وجزره
وَيُسَرِّح الْخَيَال بَعِيدًا عِنْد سُطُور متأججة
وتتمرد الْكَلِمَاتِ فِي عزلتها كغيمات الْمَطَر الْحَزِين
تَتَفَجَّر كَالوَدق . . . لتستعيد ذِكْرَيَات الْمَاضِي المؤلمة
لتتلاشى مَع نسائم الْهَوَاء الْبَاردَة
لتخبئ بعنفوانها الْأَلَم وَالْحَسْرَة والدموع الصامتة
فِي أَنَّ وَاحِد . .
تتقاسم الْأَوْقَات واللحظات . .
فِي حُضُور الْغَائِبِين
لتحجب حلما لَم يَكتمل
مَصْحُوبا بعبارت يَا لَيْثٌ وَمَتَى الْبَقَاء
إلَّا أَنَّنِي أَجِد الْحُزْن وَالْمَرَارَة تُفْتَح ذِرَاعَيْهَا لِي
لتنبئني بِأَن الْهَجْر قَدْ مُدَّ ذِرَاعَيْه ليحبس انفاسي المتعبة
وتتلاشى الْحُرُوفِ وَالْكَلِمَاتِ عَنْ الْمَأْلُوفِ
وَيَثُور بُرْكان الْعُنْفوَان وفِي زَحَمَه يتراكَم الْخِذْلَان وَالْيَأْس
وَاهْزّ عِبَارَات الْوُدّ . . . لوقف الْوَقْت المزيف
فِي نُفُوسِ ادمنت . . . الْقَسْوَة .
تُطْفِئ نَبْض الزَّمَانِ فِي سِنِينَ
عِجَاف سُرِقَت أَجْمَل أَيَّام عُمْرِي الْمُرْهِف
شَكّ . . . حَيَّرَة. . . ضَيَاع . . . غَيْرِة . . . أَلَم . . . وَدَاع
اِفْتَقَد لنقاء الْعِشْق فِي ذَلك الْمَعْشُوق
اِفْتَرَش الْفِرَاق وَالْحُزْن . .
وَأَوْقَد نَارا مستعرة كَانَت مَدْفُونَةً فِي اعماقي
بَيْن ثَنَايَا رُوحِي . . وَأَمَل فِي اللِّقَاءِ
بَات مَحْبُوسًا بدواخلي . .
وَمَتَى اللِّقَاء ..؟ وَالْحَنِين يَقْتُلْنِي
ضَاعت الامنيات الْجَمِيلَة
الَّتِي كُنْتَ أَحْمِلُهَا وارويها لَك
ضَاع الِاشْتِيَاق فِي بِلَادِ المنفى
فِي غُرْبَتي ولهفتي فِي اللِّقَاءِ
أَيْقَنْت أَن الْمَوَاقِف تُوَلِّدُ فِي نُفُوسِ مُتَوَشِّحَة بِالسَّوَاد
وَإِن المزيفون يستاقطون عَبَّر الزَّمَن كاوراق الشَّجَر الْيَابِسَة
تتربع فِيهَا عُرُوش الْخَيْبَة وَالْحَسْرَة
عِنْدَهَا يحين مَوْعِد انْتِهَاء قَطَرَات الْفِرَاق
وَسُكُون مُنْكَسِر
وَيَصِبح الْحُزْن مخيما فِي مُدُنِ الْحُنَيْن والاشتياق
وَيُمحو شهقات الغُمُوض فِي حِكَايَةِ ؛
مُوجِعَةٌ قَدْ لَا تَنْتَهِي فِي يَوْمِ مَا ! !
أَسْمَاء جُمُعَة الطَّائِيّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق