... بقلمى د/علوى القاضى.
... بينما كنت غارقا في بحر ذكرياتي وأنا في خلوتي وانتصفت ليلتي وفي يدي فنجان قهوتي المميز وكنت أتابع فيديو حفل تخرجها دار بخلدي كل فيديوهات مناسباتها
... بداية من يوم السبوع حتي حفلات تكريمها وشهادات التقدير في كل المراحل فقد كانت متفوقه ومتميزه
... حتي ظهورها في مناسبات عده في مراحل سنية مختلفة
... حتي يوم تكريمها في نقابة الأطباء لتفوقها بالثانويه العامه
... إنتهاء بفيديو تلك الليله يوم تخرجها من كلية الطب
... مر شريط هذه الذكريات بلمح البصر وكأنها تحدث الٱن
... تجمدت الدموع في عيني لأن يوما ما سيخطبها إبن الحلال وستزف إليه وستفارقني وهنا مرت الدقائق ثقيلة علي قلبي وانتابتني رجفة حتي أنني لم أشعر بسقوط الفنجان من يدي وارتعدت فصائلي
... هذا اليوم لم أهتم بتفاصيله مسبقا إلا هذه الليله
... كم سيكون شديدا علي ومؤلما لنفسي وروحي وقلبي
... وكيف لا وهي أم أبيها وهي توأم الروح والعقل والقلب
... تخيلت يوم زفافها
ذلك اليوم الذي ستنتقل إلى يد غريبة غير يدي وسيظلها سقف غريب فى بيت رجل غريب
... يوم زفافها سأقف عند سريرها النظيف فى بيتى فأجده خاليا من عطر الطهارة فوق وسادتها البيضاء
... ومن المؤكد أن الدموع ستنهمر من عينى لأول مرة فى حياتى ففي هذا اليوم سيغيب عن عينى وجهها ليشرق فى بيت جديد
... في هذا اليوم سينتقل شعورى وتنتقل أحاسيسى وذكرياتي الى أهل أمها يوم سلمونى إبنتهم وهم يذرفون الدموع
... كنت أظنها دموع الفرح ولم أعرف حقيقة دموعهم وماكان ينتابهم هو نفس ماسينتابنى وأن ماسيعذبنى في هذه الساعة هو ماكان يعذبهم وأن انقباض قلبى فى هذه اللحظة وأناأسلمها بيدى لرجل غريب كان يداهمهم أيضا نفس المشاعر
... وصدقونى أنه لو كان لى يوم تزوجت أمها شعور الأب لأفنيت عمرى فى إسعادها كما أحب أن يفنى زوجها عمره فى سبيل إسعادها
... فى هذه اللحظة سأندم على كل لحظة مضت ضايقت فيها أمها فاليوم سأتجاوز الحاضر وأجابه المستقبل وأتمثلها واقفة أمامى تقول ( زوجى يضايقنى ياأبى )
... فماذا سأفعل ؟
... أسأل الله ان لاينتقم منى بها
... ولأن زوج المستقبل سيفاخر دائما بأن زوجته تحبه لذا أدعوا الله أن تحرص على إظهار حبها له أمام أهله
وأن تكرمهم لأنه سيحب أن يفاخر بذلك
... لذلك علمتها إذا ثار زوجها تحتضن ثورته بهدوء
... وإذا أخطأ تداوى خطأه بالصبر
... وإذا ضاقت عليه الدنيا فليسعه صدرها
وتعلم بأنها تاج على رأسه مرصعا بالياقوت أو بالشوك يدمى رأسه
... ربيتها علي أن تكون له أرضا مطيعة يكن لها سماء
... وتكون له مهادا يكن لها عمادا
... وأن تحفظ سمعه وعينه ولايشم منها إلا طيبا ولايسمع منها إلا حسنا ولا تقع عينه إلا على جميلا
... وأن تذكر كم تعبت من أجلها وقمت بتربيتها على أروع القيم فتكون مثالا طيبا يرى فيها جميل أخلاقنا
... أسأل الله أن يكتب لها السعادة.
... أدعو الله لزوج المستقبل أن يعاملها كما يحب أن تعامل إبنته في المستقبل ( فكما يدين سيدان )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق