وُلِدَ النبيُّ وأزهرتْ آمالُ // وتنادتِ الأجناسُ والأجيالُ
كي ترتقي من جَهْلِها في فخرٍ // لمَنارةٍ فَتَداعتِ الأغْلالُ
وتسلقتْ للمجدِ في إصرارٍ // كلَّ الصعابِ فثارتِ الأعمالُ
وتغنَّتِ الأنحاء في إقبالٍ // نحو الحياةِ وصاحتِ الأمثالُ
نَشرَ الحبيبُ رسالةً معسولةً // تَهِبُ السكينةَ والدُّنا أهوالُ
قتلٌ ونهبٌ والرقيقُ كسلعةٍ // سبيُ النساءِ سُراتُهمْ أرذالُ
وأْدُ البناتِ بكلِّ قسوةِ جاهلٍ // والثأر نهجٌ والعُلا أقوالُ
حتى أتاهم بلسمٌ يشفي الذي // قد غابَ عنهمْ فانتهتْ أوحالُ
خُلُقُ الرسول وكان خيراً للورى // كان الرسولُ لبعثِهمْ والمالُ
فمكارمُ الأخلاقِ أرستْ حُبَّها // في كلِّ نفسٍ فالخنا قتَّالُ
والشركُ زالَ من عقولٍ ضلَّتْ // كانت تصلي للهوى تختالُ
وَغَدَتْ تقودُ العابثينَ بحُبٍّ // للهِ والخيرُ الثريْ يَنْهالُ
حتى البراري والبوادي أينعتْ // وتسابقَ الأعرابُ والأثقالُ
وتطورت أحلامُهم وتعاظمتْ // قد قامتِ الفرسانُ والأبطالُ
قد أرسلوا للكونِ أيما رسالة // تُحيي القلوبَ وعقلُهمْ أفعالُ
حينَ ارتضوا بالدين حِرزاً قائماً // عَزَّ الكيانُ وراقتِ الأحوالُ
هديِ الرسولِ باتَ علماً راسخاً // فوقَ الأنوفِ وهانتِ الأبدالُ
قد علَّموا الكونَ الذي لم يحلموا // وتقاطرتْ أممُ الورى آمالْ
واليومُ لو عُدنا لهدي محمدٍ // فزنا بفخرٍ وانتهتْ أغلالُ
وتدفَّقتْ أحلامنا نحو الذي // قد ضاعَ منا وانتشتْ أشبالُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق