لن انتظرك بعد اليوم... بدأت رسالتها بهذه الكلمات الباكية وسرعان ماتسائلت.. هل تستطيع أيها القلب أن تبتعد؟! هل يهون.. حينما يأتيك مكسوراً جريحاً يمتطي ظل عاشقة أخرى يترنح جنبات خذلانها؟! صمت القلب وأخذ يتنهد أنينه..
ثم قال:
لم يعد لي أن أكون رواءً لظمأ من تهادى بي لثرى الأيام أقتات أزيز الأنتظار.. لن أستطيع بعد الآن أن أهتدي سبيله فقد سئمت نفسي َوهو بعناق الشوق يسجيني و يهاب عليها من همس الحنين...
إلى متى نتلبد بالجوى ونكظم الغيظ؟! .. إلى متى تبتلع الآلام ونهديه الإبتسام بثغر حانٍ يرتب بكفيه ويقبل رأس الأنين بعينيه....
قالت:
ودمعاتها تحرق ريعان وجنتيها...
يا قلبي.. آنست به الدرب ووهبت له العمر حتى يردف الآهات بصدري لأنشدها أنا لحناً يطرب هديل أشواقه إليها. َليشرق من جديد... فهو بدونها كاليل شاحب عابر بلا نجمات...
تعجب القلب وتمتم بهذيان...
ثم قال:
أتدركين أيتها الحسناء ما تقولين!!! .. أنتِ تنشديه حلما لأمنيات عاشقة أخرى وتسقي به رواء فؤاد يعبث بشطآن الهوى وأنتِ المرسى و النوى. َكيف لك بهذه القوة؟!
قالت :
وقد عصيها الدمع وتهجد بمقلتيها...
ليست قوتي انا.. بل قوة عشقه الهائم بسكناتك.. فأنت يا قلبي ترتشف أنفاسه بالوريد تتهجى إسمه بشريانك.... أنت الذي تسقيه النبض بقرع يشق أبواب صدري دون هوادة عندما تلقاه....
أنسيت.. ؟!
قال :
لا.. لن أنسى ولكن لابد أن أنسى . َلابد ان أُصمت هذا الأجيج الذي يحرقني ماعدت لنجواه أرتجي...
قالت:..
هدئ من روعك... أنت فقط غاضب تثور بهمهمة تسليك رجواك...
قال القلب وهو يلفظ أناته الأخيرة :
ذاك هو الجالس على عرشي قد أسقطت عنه اليوم حكم مدائني ونفيته من أوردتي وسكبته نزفا من شرياني..
ثم جاءها بنبض متهالك وأخذ بيديها المرتجفتين...وقال:
هيا بنا أميرتي نعبر فوهة البركان ونخلع عباءة السهد ونسامر الضحكات ونرتدي الزهور لنتنفس عبير الأيام بلا دخان طيفه المحترق...
هنا كفكفت غيث سحائب المقل التي تلبدت بعينبها بلا سبيل وهمت بالقلم لتكتب رسالتها الأخيرة... رسالة رحيل أبدى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق