ــــــــــــــــــــــــــــــ
في ذمَّةِ اللهِ مَن ماتوا ومَن قَعَدوا ...
عَفوٌ وصَفحٌ بما كدُّوا وما جَهَدوا
قد يَقتُلُ الحُزنُ قلبًا باتَ يَذكرُهُم ...
صَحوًا ونَومًا بما يَلقى وما يَجِدُ
مِن دَمعَةٍ مِن دَمٍ يَجري بمُقلَتِهِ ...
فما رَواها نِسيانٌ ولا كَمَدُ
والشَّوقُ لَيلًا نَهارًا ظلَّ يُوقِظُهُم ...
فلا صَحَوا مِن مَنامٍ حَيثُما رَقَدوا
تُروى الحَياةُ بوَجدِ الوالِدَينِ كما ...
يَروي السَّحابُ جَفافًا بالذي نَرِدُ
للوالِدَينِ حَصادٌ راقَ إن رَحَلوا ...
عِلمٌ سَما نَفعُهُ والمالُ والوَلَدُ
بَكَيتُ أمّي أبي حتَّى تَوَقَّدَ دَمْـ ...
عي شُعلَةً وفؤادي جَمرَةٌ ضَهَدُ
بَكَيتُ أمِّي أبي حتَّى تَوَسَّلَ لَيْـ ...
لي غَمضَةً ونَهاري سُهدُهُ صَهَدُ
فالوالِدَينِ على الرأسِ الحُلى ذَهَبٌ ...
سَيَظهَرُ التَّاجُ إن ماتوا وإن فُقِدوا
إنَّا إلى اللهِ حَتمًا سائِرونَ غَدًا ...
أو بَعدَهُ.. يَومًا ما يُحفَرُ اللَّحَدُ
فما حَياتي إلَّا والِدَيَّ مَعي ...
كروضَةٍ بجِنانٍ حَفَّها السَّعَدُ
وما حَياتي بدونِ الوالِدَينِ سِوى ...
ظلامُ حُفرَةِ لَحدٍ حاطَها الكَمَدُ
وما مَعيشي إلَّا والِدَيَّ مَعي ...
خُبزٌ وماءٌ بكوخٍ عيشَةٌ رَغَدُ
وما مَعيشي بدون الوالِدَينِ مَعي ...
شَهدٌ وطَيرٌ بقَصرٍ عيشَةٌ نَكَدُ
واللهِ ما ذُقتُ طَعمَ الحُلوِ بَعدَهُما ...
ولا هَنَأتُ بعَيشِ الطيبِ مُذ لُحِدوا
ولي ثَمانِيَةُ الخَمسينَ مِن عُمُري ...
وما تَبَقَّى قَليلٌ منه ما أجِدُ
للهِ مُنقَلَبي إذ يأتِني أجلي ...
فألتَقي أحبابي واللِّقا كَبِدُ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق