الاثنين، 30 يناير 2023

أختي لم تمت بعد الحلقة الثانية بقلم مونيا بنيو

 اختي لم تمت بعد


 الحلقة الثانية


في الصيف الماضي تشاجرت مع عائلتي وخرجت من المنزل غاضباً فذهبت للنوم في منزل صديقتي ريتا..

"ريتا" هي صديقتي المقربة وهي الفتاة التي أحبها أيضاً..، أظن بأننا سنصبح عائلة لطيفة ذات يوم..


قضيت بضعة أيام في منزل ريتا وفي اليوم الخامس اقترحت عليها بأن ننتقل للعيش في مقاطعة دالاس حيث يقع منزلنا القديم..


كنت قد سرقت مفتاح المنزل من خزانة أبي قبل خروجي من المنزل..، وما لبثت يومي الخامس في منزل ريتا حتى ركبنا السيارة وخرجنا الى مقاطعة دالاس قاصدين منزلي القديم..


وصلنا للمنزل في منتصف ليلِ ذلك اليوم الحافل حيث كنا منهكين من عناء السفر فدخلنا غرفتي القديمة في الطابق العلوي وغرقنا في نومٍ عميق..


كنت نائماً حين سمعت همساً في أذني يقول: انزل الى القبو يا جون.. أسرع يا جون.. انقذني يا جون..

وكان ذلك الهمس يشبه صوت أختي التي قُتلت منذ أكثر من ثلاثة عشر سنة عدا أن صوتها كان عميقاً وكأنه يصدر من داخل كهف ما..


في الثالثة فجراً استيقظت إثر الرياح القوية التي تدخل من النافذة رغم يقيني بأن النافذة كانت مغلقة قبل نومنا..، ولكني نسيت أمر النافذة حين رأيت صديقتي ريتا تجلس على السرير وتنظر لي من غير حدقات..، فكانت عيناها بيضاء اللون لا أحداق بداخلها..


اقشعر جسمي من هول ما رأيت وبدأت أصرخ بهستيرية حتى أغمي علي..


في صباح اليوم التالي أيقظتني ريتا بعد أن أعدّت كوبين من القهوة..، فتحت جُفناي ونظرت للنافذة فكانت مغلقة كما كانت.، ثم أمعنت النظر في ريتا فكانت طبيعية جداً..


فقلت في نفسي ربما ما رأيته في الليل كان مجرد كوابيس لا حقيقة لها وليتها كانت كذلك..!


نهظت من الفراش ونزلت الى المطبخ حيث تنتظرني ريتا على الطاولة لنحتسي القهوة..

كان كل شيء طبيعياً في وضح النهار حيث قضينا النهار كله بتنظيف المنزل واعادة ترتيبه..، أما القبو فكان مقفلاً بإحكام فلم ندخل إليه..


ريتا لم تكن تعلم بقصّة أختي التي ماتت في ذلك القبو وأنا لم اشأ اخبارها بالأمر كي لا تشعر بالخوف الذي اشعر به في داخلي..


مونيا بنيو منيرة 


#يتبع..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

خاطرتها والحياة بقلم عواطف فاضل الطائي

( خاطرتها والحياة) ما الذي نلته من الحياة وما جنيته؟ وتبقى تحتفظ بينبوع ذكرياتها كلوحة على غلاف كتابها وتغسل جرحها الغائر في الأعماق وتتساءل...