بقلمي أنور مغنية
لم يبقَ سوانا يا صغيرتي
لم يبقَ في العمرِ كثيرا
لم يبقَ سواكِ
لم يبقَ سوى رمَقَين.
لم يبقَ شيءٌ منكِ ومنِّي
لم يبقَ مِنَّا سوى ظِلَّين متعانقين
لم يبقَ سوانا في هذه الدنيا
والشمسُ تغوص في البحر
قرصاً من ذهبٍ
وتغيبُ بأكملِها
عيوناً ووجهاً وشَفَتين.
بيروت وأنتِ فوقَ قلبي
شيءٌ لا يُمكِن أن يتكرَّرَ
في هذا الزمان مرَّتين .
منذ أنتِ أتيتِ
وكانت بيروت معي
يا حبيبتي صار للدنيا يدين .
قُبلتُكِ فوق جبيني أعادتني إنسان
ما دمتِ أنتِ معي
وما دام شَعرُكِ مسبَحَتي
فأنا كلُّ الإيمان.
عندما تُمسكين بيدي ونحن في الشارع
أشعرُ بشعورٍ غريبٍ
أشعرُ شعور السلطان .
أليوم لم يبقَ غير الريح
صواعقٌ وبردٌ وعواصفٌ تمرُّ عليَّا
صرتِ أنتِ عالمي والرؤيا
وصارت بيروت عالم الأحزان .
لم يبقَ غير الأمطار وطيورٌ تطيرُ
وهدهدٌ يفتِّشُ عن نبيِّهِ سليمان
لم يبقَ في غرفتي
غير طاولتي وهذا الفنجان
لقد ماتَ كلُّ سكان الأرضِ
وبقيتِ وحدك وطاولتي والفنجان
آهٍ يا أنتِ ، آهٍ يا ذاكرتي ،
آهٍ يا طوفان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق