سورة الكافرون كانت ترسي دعائم التوحيد الخالص لله رب العالمين ، وتثبت المؤمنين علي الإيمان وإن إغراء غيرهم ليغيروا عقيدتهم هو محل الفشل والخسـران ، فلتبقوا على كفركم ولتبقى الفئة المؤمن على إيمانها ...
وتمر الأيام ويزداد البعد الزمني عاما بعد عام حتى لاحت بل وتحققت بشائر النصر ، وتم فتح مكة ، واصبحت راية التوحيد تلوح أمام القبائل في شتى الجهات ، ليثوبوا عائدين إلى رشدهم و للإيمان ....
وهنا تأتي البشارة إلى صاحب الرسالة انك قد كفيت بما قدمت وتعبت وجاهدت وبلغت ، فاستعد للعودة إلى الله فقدم لنفسك المزيد من الاستغفار والتسبيح لان ذلك بمثابة الإشارة إلى قرب انتهاء العمر ، وأن الله سوف يرد إليه أمانته ، وكفاك جهاد يضني الجبال أن تقوم بمثل ما قدمت ...
سورتين متتاليتن ولكن البعد الزمني يزيد عن العشرين عاما ، الأولى تصور الجهد المضني لبذر التوحيد في النفوس والأخرى تعني جني ثمار هذا الجهد وأنه وقت الحصاد ...
و الفارق الزمني لا تدركه أبدا لانه انتقال بطرفة عين من سطر إلى أخر أو بمثابة انتقال من صفحة لأخرى ، ولان العبرة الحقيقية من ذلك هو التأمل والتفكير والتأكد بأن الله يغير من حال إلى حال وفى أدنى وأقصر وقت ولكنكم تستعجلون ...
سليمان النادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق