الحلقة_6_والأخيرة
كان يصلني صدى صوت كأنني في بئر عميقة استيقظتُ على صوت الطبيب وهو يقول لأمجد بأنني مصابة بجلطة قلبية وأنه معتل للغاية ...
ما كنت أود أن أفتحَ جفناي كي لا أرى نظرة الشفقة في عيون أمجد فكانت الدموع تبلل المكان وأوّل من رأيته بعد العمليةكان أمجد ؛
تمنيتُ لو كنتُ ميتة وما عشتُ هذه اللحظة ، كنتّ أودُ أن لا أستجيبَ للعلاج في تلك اللحظة وكان مطلبي الوحيد حينها رؤيةَ أولادي ولكنهم منعوهم عني.. وبينما كنت أتوسّل الطبيب كي أرى أولادي اقترب مني أمجد حاملاً دموعَهُ وأخذ يضمني باكياً..
أنا أيضاً كنت أبكي.. أبكي على حالتي المزرية وعلى أولادي من بعدي .. أبكي أحلامي التي سجلتها البارحة لأصل وأكون كاتبةً مشهورة ليلةَ أمس..
لم يكن بكائي ألماً أو وجعاً جسدياً إنما كان حسرةً على تأخري في اتخاد القرار المناسب وأيامي التي ضاعت في الحزن .، والسنينَ التي أضعتها من عمري و لم أستغلها فيما ينفعني والتي لن تأتي بعد الآن أيامٌ أفضل..
بعد فترة خرجتُ من المستشفى في حالة صعبة وكم كنت أتمنى الموت على أن أعيش تحت رحمة أمجد وعاجزة فيما تبقى من عمري..
أمّا الأولاد فهم كانوا سعدأء بلم شملنا أنا و والدهم الذي لم يفارقني منذ عودتي .، وحين خرجتُ من المستشفى إزداد اهتمامه لحالتي ورعايته لي بعد أن رافقني إلى منزلي..
وما أن وصل للمنزل بعد التسوق في اليوم التالي وبدأ بالحديث عن الغد صرختُ به وطردته من منزلي ووجعي يزداد وصراخي يعلو ..، كنت أعلم أنه كان يتمنى عفوي وغفراني قبل ضعفي الذي غدوت فيه وأنه يساعدني بدافع الحب.!! لكني وفي الوقت نفسه لا أريد أن أكمل طريقي معه رغم عجزي ولا أريد شفقته ولا أريد الحياة مع قاتلي....
ربما لهذا السبب ولأسباب عديدة طردته.؛ طردته وهو يتوسّلني للبقاء.، طردته لأنني أكره حبه الذي دمّرني.
خرج من منزلي وهو منكسر يحتضن حسرته و دموعه المتحجرة.، أما أنا فقد ارتحت وقررت أن أرتاح حقاً.، فتوجهت إلى غرفتي وجلست أُدوّن مذكّراتي
وكل ما وصلت إليه وأسكب كل آلامي التي تعبت اناملي من رسمها...،
وبعد أن سكبت كل ما يخنق روحي
وبعض وصايايَ لي صغيري وبعد نصف ساعة وتحديداً بعدما أن انتهيت من كلماتي الأخيرة وأغلقتُ دفتر مذكراتي توجّهت إلى سريري وأخذتُ نفساً عميقاً وبدأتُ اتأمل كل ما حولي واستعيد شريط حياتي ..
كأنني أودع كل شيء لكنني توضأت وصليت وكان في صلاتي خشوع غريب أحسست بسكينه لم أألفها من قبل
وأتممتُ قراءتي لبعض آيات القرآن الكريم
وتسليم أمري لخالقي ليتولى امري
قُرع جرسُ منزلي.، فتوجهت نحو الباب لأفتحه فإذا بي أجده إنه أمجد أحضر كل ما يشتهيه قلبي مع حقائبه
ووقف عند عتبة الباب..
أخبرني أنه سيعيش معي كصديقين فقط رغماً عن أنفي..،لرعاية الأطفال وسيتحمل كل شيء وسيكون خادمي كان قويّا جداً وكنت ضعيفةً جداً ..
صارعنا الحياة وعشنا معاً الحياة كلها صراعاتٍ وعذاباتٍ و مراراً.. كان يحتويني وكان بارعاً في لملمتي أحياناً و في بث الأمل في قلبي للحظات ٍ ، لكني كنت وحيدة رغم وجوده معي لم يستطع انتشالي من مستنقع اليأس ولم استطع أن أعيده إلى قلبي
كنت بعيدةً وفي النهاية عجزت عن الشُفاء من عودة قلبي كما كان من عجزي الذي قال عنه الأطباء أنه مستحيل الشفاء
ومن عيش تلك المشاعر التي فتقدتها
ورحلت بعد عناءٍ من الصراع النفسي والجسدي آملة أن يعوضني الله بمن يستحق قلبي في الآخره..
تمت بعون الله
الحمد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق