حب في الستين
د. عبدالواحد الجاسم
الآن بلغ الستين عمرك فاعلم
أنما الآتي عليك موت محتم
فإذا ما إنقضت سنين دهرك
صدر عليك حكم القضاء مبرم
أيامك مثل السجل يفتح للتعلم
ثم تطوى صفحاته تباعاً وتختم
عشت لذات الحياة في شباب
أطلق عليك المشيب عدة أسهم
ألا تدري متى يصيب منك مقتل
إصابة القلب في الحب تقصم
وما غصن الفتى إلا جمالا نظيرا
ولا ظهر يتحمل ضربات تصدم
أيام تمضي من عمر الشباب حتى
يحسب المشيب عند الجميلات ذم
أنا اليوم عن هوى الجميلة أسأل
فقد أصبحت في جمالها متيم
لو قرن الزمان ينطح أقوى جدار
ترى الشرخ فيه واضح ويهدم
الكهل في مرحلة السكون لكن
النفس تفتح باب وتصعد السلم
رحى الأيام تستدير على الأعمار
تبدأ بطحن الشباب وقلبه تهشم
موقن بذاك البعد شعورها أعلم
لكن فعالي فعال من ليس يعلم
وكذا أمشي الهوينا إلى أن أصل
الى نهايتي عند ذلك لاينفع ندم
عسى من له مشاعري وحبي
سيرى إخلاصي إليه فيرحم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق