بقلم :خالد القاضي
✨✨✨
داعبتها والدتها بكلمات من إيها التي تستخدمها الأمهات لملاطفة الأطفال وهي تمسح على خدها البض الأبيض المتورد الخدين بلطف وحنان وحب تبسمت الطفلة عن فم خالٍ من الأسنان لتزداد جمالًا فوق جمالها الآخذ..
وهمست الأم :
- ستكونين طبيبتنا الغالية والمشهورة ياطفلتي الجميلة لن تكوني مثل أمك التي حرمت من تعليمها وهي طفلة ...
وقبلتها بحب جارف وهي تضمها إلى صدرها ....
°°°°°°°
-أنت طالبة ذكية جدًا بنيتي ...
وسيكون مستقبلك زاهرًا....
أنت فخر لوالديك ...ولنا ..ترى ماهي المهنة التي تريدين أن تمتهنيها مُستقبلًا إن شاء الله ؟؟؟
قالت ذلك مديرة المدرسة وهي تبش في وجهها وتقبل رأسها أثناء تكريم طلاب الصف الرابع الإبتدائي فقد حصلت على المرتبة الأولى بجدارة ..أجابت الطفلة الغانية المتألقة ذكاءًا وجمالًا ورقة :
- أريد أن أكون طبيبة إن شاء الله ..
قبلت المديرة رأسها بحنان وحب مرة أخرى وهي تقول:
-إن شاء الله ...إن شاء الله أيتها العبقرية ...
°°°°°°°°°
كانت قد أنهت الصف السادس وهاهي بذلك الجمال الآخذ والطيبة المنسابة من كل خلجات وجهها تدلف على والدها وضيوفه وتقدم لهم الشاي وهي تبتسم برقة ..وكانت أعين الظيوف تلاحقها بإنبهار ...وإعجاب شديد...
°°°°°°°
كان الحشد النسائي كبير في تلك القاعة الكبيرة ..ومن جميع الأعمار ...مع إختلاط الأصوات في هرج ومرج ..غناء رقص ...صراخات تشجيع ...أحاديث جانبية مختلطة بالضحكات ...
ودخلت العروس في ثوبها الأبيض الفارهة تحفها مرافقاتها
وأنطلقت الزغاريد وهي تتجه نحو الكرسي الجميل المزين المخصص لها في منتصف القاعة
..قالت واحدة من المدعوات وهي تقترب بفمها من أذن صديقتها الجالسة إلى جوارها وهما تحدقان في العروس الباهرة الجمال :
-مسكينة هذه العروس ...أليست طفلة صغيرة ..ولا يصلح تزويجها بهذا السن ؟؟!
أجابتها الأخرى وهي تطلق تنهيدة حرقة طويلةوحزينة وهي تلتفت نحو صديقتها:
- صدقت ...ما تزال طفلة ..لم تنجح من الصف السادس إلا قبل بضعة أشهر ..وقد قام والدها المجرم بفصلها من المدرسة من أجل أن يزوجها لابن تاجر ثري يكبرها ب ١٥ سنة تقريبًا..
وعادت تدير بصرها نحو تلك العروس ..التي كانت تجلس كتمثال من الشمع الأبيض وقد فرت الدماء من وجهها إلا من الأصباغ وعلته صفرة ...وعينيها متستعتين في ذهول ورعب شديد ...شديد للغاية والدموع تنساب منهما بصمت لتختلط مع أحمر الخد لتتحول إلى لون الدم ...وفمها مزموم خوفًا وفرقًا وألمًاوقد حبست خلفه ملايين عبارات الإعتراض والإسنكار والعتاب والكبت والتظلم ...و في صدرها قلب مكسور ...وبشدة ...
....على أحلام وطموحات مقتولة...
°°°
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق