السبت، 1 يوليو 2023

أما بعد بقلم سالي محمود

 أما بعد

إذا إلتقينا صدفة 

فلا ترانى بعينيك

إستدعي ملامحي القديمة 

من تلال الذكريات 

أغضض بصرك عن تجاعيد 

رسمتها الأيام على وجهي

إغفر للمشيب الذي غزا سواد شعري

فتلك أفاعيل الزمان

لا تتذكر أماسي اللقاء

ولا ليالي السهر

لا تعاتب النجمات 

ولا تسامر القمر

إذا إلتقينا

دعنا نسير في غير دروبنا

فمازالت تلك تحمل آثار اللقاء

لا تتذكر ثيابي المزركشة

ولا لمعة العينين

ولا لمسة الكفين عند السلام

لا تلومني إن تبدلت ملامحي 

وكساها الحزن

وباتت لمعة العينين بكاء

أوتدري كم مزقني الغياب

وكم إشتقت للعناق 

أستجدي بقايا لهفتي

وذكرى صارت سراب

إذا إلتقينا صدفة

إعلم أنني على عهد الشوق باقية 

أنتظرك وإن طال الغياب

وإنني أخفيت وجعي

وإرتديت قناعاً يستر لوعتي 

وإنني أضم طيفك كل ليلة

وإنني أحصي مسافات غربتي 

رهينة الإنتظار 

كم خططت حكاوينا على الرمال

وجبت طرقات تحمل خطواتنا

وغيرت خريطة أيامي 

وبعثرت رماد أحلامي 

وحدى أستعذب العذاب 

وكأنما كل ليلة بعد رحيلك

ألف ليلة 

مسهدة مؤرقة الجفنين 

أقيم صلاة النسيان 

وأحيي شعائر الفقد

نازفة دمعاتي

قاتلة شقوق روحي 

إذا إلتقينا صدفة

هيهات أن تدري

كيف كانت سنوات العذاب

*****

سالى محمود


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

خاطرتها والحياة بقلم عواطف فاضل الطائي

( خاطرتها والحياة) ما الذي نلته من الحياة وما جنيته؟ وتبقى تحتفظ بينبوع ذكرياتها كلوحة على غلاف كتابها وتغسل جرحها الغائر في الأعماق وتتساءل...