لا تدخلوا حياتنا
===========
لا تدخلوا حياتَنا لا تطرقوا الأبوابْ
لا تعبثوا بحلمِنا لا تكثروا العِتاب
دعوا لنا ما خصَّنا وغادروا الجناب
دعوا لنا آلامَنا وعاقروا الشراب
دعوا لنا أشعارَنا مُصاغةَ المَعانْ
دعوا لنا عقولَنا محميَّةَ الأركان
دعوا لنا دفاترَاً في غابرِ الزمان
لا تنبشوا أسرارَنا لا تبخسوا الميزان
دعوا لنا دقائقاً للحبِّ والغرام
لا تفسدوا شعورَنا بتافِهِ الأوهام
ترجَّلوا من عُمرِنا وغادروا الخيام
نريدُ منكم تركَنا نعيشُ في سلام
يا مَن ظننتُها ابنتي ولم تكن كذلكْ
تسيءُ بي ظنّاً وما سلكتُ دربَ هالِك
لو تعلمينَ حالتي إن حلَّ ليلٌ حالِك
وما أُكنُّ لابنتي خجلتِ من مَقالِك
يا صاحباً ظننتُهُ كالحِرزِ لي من غدر
منحتُهُ من ثقتي وما ادَّخرتُ عُذر
فزادني من طعنةٍ مثيلَها في الظهر
هلا رحلتَ صامتاً لكي أعيشَ حُرّْ
للهِ أنتَ يا أخي كم سِرتَ في هلاكي
وكم رسمتَ خطةً لي داخلَ الشِّباكِ
كم مرَّةً قلتُ: أخي فرُحتَ في اشتباكِ
والسرُّ ما كتمتَهُ عنِّي كايِّ شاكِ
جميعُ من عاملتُهم باللطفِ والأناة
لم يغفروا لي زلّةً لم يبذلوا صلاة
لذا سأبقى واحداً بهذهِ الحياة
أصوغُ شعري باكياً وأهجرَ التقاة
ستنتهي أعمارُنا وتنتهي العذابْ
ولن نراكم مطلقاً في حضرةِ الغياب
سنشتكي لرَبِّنا ما يفعلُ الأصحاب
ولن نخونَ عهدَنا كالبائعِ الكذَّاب
دعوا لنا حياتَنا دعوا لنا الجِراحْ
لا ترحموا بكاءَنا لا تُكثروا النُّواحُ
عودوا إلى دّنياكمُ عودوا إلى الأفراح
فلم نعُد نريدُكم في عِطرِنا الفوّاح
============
بقلمي
د. جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق