هَذِهِ الـدُّنْيَـا سَـرَابٌ فِي سَـرَابِ
ويَـمُـرُّ العُمْـرُ فِيـهَـا كالسَّـحَـــابِ
فَـلِـمَـاذَا تَبْـتَغِـي هَـجْـرًا وتَقْسُو
وتُذِيقُ القَلْبَ آهَاتِ العَـذَابِ؟
إنَّـمَـا الــعَـيْـشُ لَنَـا سَـاعَـاتُـهُ
وضَيَاعُ العُمْرِ مِنْ جِلِّ المُصَابِ
فَتَـعَـالَ، نَتَسَاقَ الحُبَّ صِـرْفًا
ونُـفَنِّنْ لِلْـهَـوَى، بَيْـنَ الـرَّوَابِي.
إنَّــمَـا عُـمْـرُ الـرَّيَـاحِينِ قَـصِيرُ
ورُجُـوعُ الأَمْسِ لِلْيَوْمِ عَسِيرُ
وسِنُونَ العُمْرِ تَمْضِي، تَتَـوَالَى
ورَحَـى الأَيَّـامِ بـالعُـمْـرِ تَـدُورُ
كُلُّ يَوْمٍ فَاتَ في بُعْدِكَ لَا يُـحْــ.
ــسَبُ مِنْ عُمْرِي، وقدْ فَاتَ الكَثِيرُ
لَوْ حَسِبْتُ العُمْـرَ دَهْرًا، وَشَبَابِي
بِـرِضَاكَ، مَا عَرَفْتُ كَـمْ شَبَــابِي.
اِسْـأَلِ الأَيَّامَ عَنْ عُـشَّاقَ كَـانُوا
ثُـمَّ رَاحُـوا، لَـمْ يُخَلّـِدْهُـمْ زَمَـانُ
قَــدَرٌ حُــبُّـكَ، لَــمْ أَدْرِ لِــمَـاذَا
جَـمَـعَـتْـنَـا صُـدُفَـاتٌ ومَـكَــــانُ
كُلُّ مَا أَدْرِيـهِ أَنِّي ذُبْتُ شَوْقًا
فِيكَ، يَـوْمًا، وهَوَاكَ لِي أَمَانُ
بِـأَبِـي أَنْـتَ وأُمِّــي يَـا حَـبِـيـبًا
فِيهِ عُمْرِي وسُرُورِي وشَبَابِي.
قَدْ أَذَبْتُ الشَّوْقَ في سِحْرِ اللَّيَالِي
وهَـفَـا الـقَـلْــبُ لِأَيَّـــامِ الــوِصَـــالِ
وتَـدَاعَى سِـرُّ تَــعْـذِيـبِي وشَـوْقِي
فِــي وِهَـــادٍ وبِـــحَـــارٍ وجِـبَـالِ
طَـالَتِ الأيَّـامُ فٍي صَدٍّ وهَـجْـرٍ
أَتُـرَى أَنْتَ بِـحُـبِّـي لَا تُـبَـــالِي؟
فَإِذَا فَـكَّـرْتَ، يَــوْمًا، فِي لِقَائِي
فَابْعَثِ الوَعْدَ عَلَى زَهْرِ الـرَّوَابِي.
حمدان حمّودة الوصيّف (تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق