بقلم الأستاذ : بسعيد محمد
أنذا نزلت من الجنان لروضة
خضراء تسبي أعينا و قلوبا
أنذا نزلت وحكم ربي رحمة
تسع الوجود سماحة و سكوبا
فيض من الرحمات يملأ خافقي
و يثير عرسا رائقا محبوبا
و شققت دربي للمكارم والسنا
أهوى الورود ندية و طيوبا
و أصيخ سمعي للبلابل في الضحى
تشدو بمعسول النشيد ضروبا
تشدو وتبعث كل حسن كامن
في الكون وثبا باهرا و مهيبا
يا للجميلة في الصباح بنورها
تكسو المروج غلائلا تحبيبا
كم من مباهج قد أقامت طلقة
تحيي المنى ومشاعرا تطريبا
و الطل أضحى للزهور حليها
بجمانه ينفي الأسى و شحوبا
يا للروائع تزدهي في رونق
وجه النهار و تستثير لبيبا
يا للروائع في الروابي والذرى
و بكل خفض ينتشي محبوبا
كم للتداول وهي تجري سلسلا
من روعة تسم الوجود طروبا
بزلالها تسقي الحقول شغوفة
و تثير عزفا سائغا مرغوبا
انذا فتحت رحاب قلبي للسنا
جادت به كف الأله هبوبا
وعزفت عن لؤم اللئام ومكرهم
وهج الضمير قلاهم تقطيبا
انذا شممت من الطبيعة نفحها
و نهلت صرفا راقني ترغيبا
و سواطع الماضي الجميل بخافقي
تطوي المدى أنشودة ،و نسيبا
لا ارهب الريح العنيدة ،والدجى
كلا ولا لفح الهجير كروبا
و أذا الذبول عرا حقولي زاحفا
و جثا السواد على السماء رهيبا
وعلا النعيق فضاء أرضي والربى
و أثار رعبا عارما ونحيبا
أنذا بعمقي نفح فصل مزهر
يسم البسيطة بالشذى و قلوبا
أنذا رأيت سحائبا ومباهجا
خلف الضباب و وثبة وصبيبا
تلك الطيور تثير أروع شدوها
ترنو لأزهار الربيع خضيبا
يا روعة الزهر الجميل ويا شذى
بهر النفوس بفوحه تطييبا
أبلابل الشدو الرخيم ترنمي
فرحا بفصل صبحه و غروبا
واطوي السماء ببهجة وتفاؤل
واغشي أديما ساحرا محبوبا
من قبضة الحزن الدفين مغارسي
و مباهجي تغشى الوجود شنيبا
و حماي أعراس المسرة والمنى
و نعيق أمسي ينحني مصلوبا
أنذا طربت بكل صبح مشرق
أجمل بكون يمحق التقطيبا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق