جاهلاً تقبضُ القصيدةُ عليك
تمسكُ بكَ
متلبساً بالحيرةِ والبياض
تصطفيكَ بإيقاعٍ
طازجَ اللحنِ لحوح .
تسلمكَ أداةَ إشارةٍ نافذةٍ .
ترمي في رحمِ روحك
نطفةَ فكرةٍ شرسة النمو .
تهبكَ الجملةَ الأولى
مُتخمةً ببراعةِ استهلالها
ثم تُدرِّبُ حبالك الصوتية
على زقزقةٍ صاخبة
إلى أن تسيلَ المقاماتُ بها .
فتتركك تحفرُ مجراك
ويكبر ُ صفافَ ضفتيك
وتمضي لا تلوِ على شيءٍ سواك .
القصيدة لا تسكنُ أحداً
ولا تسمحُ لأحدٍ بأن يسكنها
تهبٌّ كالإعصار إذ تهبُّ
وتترككَ ساعةَ تشاء
تحصي خرابها فيك .
المرأةُ قصيدةٌ عاتيةٌ فيك
بوحيها اللجوج
من عليائها تهبطُ عليك
وقد تستغيثُ من حضيضها:
" أسيلُ شوقاً إليك "
وتصيرُ حقاً قصيدة ماء
وتسيلُ فيك.
للماء مهنة وحيدة
ما إن ينبثق من غيهب مكمنِهِ
حتى يسيلَ
ويصيرُ نهراً فيقول :
" ليس بوسعك
أن تستحمَّ بمائي الجاري مرتين "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق