الخميس، 3 أغسطس 2023

تعليقٌ عن نصٍّ يَستحِقُّ التَّأملَ بقلم صاحب ساجت

. (تعليقٌ عن نصٍّ يَستحِقُّ التَّأملَ!)
         غالبًا ما تستفزُّنا نصوصٌ في مقطعٍ منها أو جملةٍ أو أثنتين، مِمّا
تدعونا أن نسجِّلَ ملاحظاتٍ سريعةٍ، دونما تخطيطٌ، فتأتي تِلكُمُ
الملاحظاتُ حاملةً بين طياتها صفاءَ
قصدٍ، و جمالَ غايةٍ، من تدوينها..
أصلُ الموضوعِ.. 
نصٌّ قصيرٌ، انتهىٰ بسؤالٍ كبيرٍ، كَتبتُ عنهُ تعليقًا سريعًا عَلَّهُ يروقُ للجميعِ!
النصُّ:-
كُلَّما نَظرْتُ 
في عَينيكَ.. 
تَعتريني تَنهيدَةٌ 
كَأنَّها حَمامَةُ بَريدْ 
تَحملُ رسالةَ شَوقٍ..
دُونَما كَلامْ 
حُرُوفُها 
لا تَفي مَعاني القَصيدْ 
تُرَىٰ.. مَنْ أنتَ؟ 
أيُّها المُرَكَّبُ مِنْ ضِدِّينِ 
لِتَجعَلَني.. 
أَراكَ أَمَلًا بَعيدْ؟
(سعيدة جادور/المغرب)

التعليقٌ:-
      أكيد أنَّ عينَ مَنْ نهوىٰ و نحبُّ
نافذةٌ مشرعةٌ علـىٰ عوالمَ واسعةٍ 
و رحبةٍ..
دائمًا نتطلعُ إلـىٰ نافذةٍ تطلُّ علـىٰ فضاءاتٍ تمتدُّ بعيدًا، وَ تأسرُنا بما فيها من مشاهدَ خلّابةٍ، وَ ترسمُ أمامنا خريطةَ مساراتٍ و مساربَ للنفسِ حينما تتوقُ إلـىٰ آمالٍ وَ مطامعَ حرصنا أنْ ننالَ فيها الرَّاحةَ، و نُشبِعُ رغباتِنا بما مسموحٌ لنا.. 
و لا أجدُ ثمةَ أشياء في الحياةِ ممنوعةً علينا، لانَّ جميعَ الأشياءِ سُخِرَتْ كرامةً للإنسانِ..
وَ ما تحبُّهُ النفسُ علـىٰ وفقِ طبعِها
وَ تطبّعِها المشروعِ، نجدهُ في هذا الوجودِ.
هنا النصُّ بادرَ إلى كلِّ ذلك.. عنْ طريقِ تنهيدَةٍ بعدَ تأمّلٍ عَبرَ نافذةٍ!
راحتْ تَجولُ في آفاقٍ تمتدُّ بعيدًا،
لعلَّها تصطادُ فراشةً زاهيةَ الألوانِ،
تُداعبُها و تأنسُ لها و تعيشُ لحظةَ هناءٍ افتقدتها العمرَ كلَّهُ!!
 تنهيدةُ نفسٍ.. وَ ما أدراكَ ما هي؟ 
تحملُ رسائلَ شَغفٍ وَ هُيامٍ وَ ضَياعٍ 
بينَ الأمسِ.. وَ قابلِ الأيامِ! 
لا تُعطي حروفُها معاني القصائدِ التي كُتِبتْ من أجلها.. بسهولةٍ، 
وَ لِمَنْ هَبَّ وَ دَبَّ!
انَّما.. الرَّاسخونَ في الحُبِّ، هُم
دونَ سِواهُم يتلمَّسونَ معانيها ظاهرًا 
وَ باطنًا، عندما يمرُّ هذا التساؤلُ لوحدِهِ أمام نظرِهِم و بصيرتِهِم .. سيدركون قطعًا أنَّ الــ "تنهيدةَ" قصيدةٌ لوحدِها، وَ لا حاجةَ لها أنْ تضعَ تفصيلًا و تعليلًا للإرهاصاتِ التي أنتجَتْها!
(تُرَىٰ.. مَنْ أنتَ
أيُّها المُرَكَّبُ مِنْ ضِدِّينِ 
 لِتَجعَلَني.. 
 أَراكَ أَمَلًا بَعيدْ؟)!!!
حَقًّا؛ مَنْ هذا الذي تجسَّدَ بنقيضين، 
وَ عاثَ في القلبِ حُبًّا وَ رَجاءً؟
و صدقَ مَنْ قالَ...
( ضِدّانِ لَمّا اسْتَجْمَعا حَسُنَــا..
و الضدُّ يُظْهِرُ حُسْنَـه الضِـــدُّ)
أخـــــيرًا...
      أَسعدَ اللهُ حياةَ الكاتبةِ بكلِّ خَيرٍ، 
و أغبطُها علـىٰ هذا النصِّ المتغلغلِ 
في أعماقِ القلُوبِ حينَما تحبُّ بصدقٍ 
وَ شفافيَةٍ...
    (صاحب ساجت/العراق)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

العَصَا المُقَاتله بقلم هادي مسلم الهداد

العَصَا المُقَاتله(... ؟! ) ===== *** =====      والله           .. كانتْ هَائله   لم تَنفجرْ .. لكنّما فيها              المَشاعرُ فَاعله ...