أيُّها القلبُ المعذَّب
قلْ لي كيف مرَّتْ سنينُ حياتِك ؟
كيف انقضى الزَّمانُ وأنت على ما جُبلتَ عليهِ ؟
لما جُبلتَ هكذا لما حُرِّمَ الحبُّ عليك ؟
حبٌّ وحيدٌ فريدٌ عشتَه وبعده
أقفلتَ أبوابَك رميتَ المفاتيحَ
في أعماق بئرٍ عميقٍ ... عميق
فتحت أبوابكَ مرةً وحيدةً لحبٍّ وحيد
ذقتَ مرارةَ الحنظلِ ...عانيتَ أشدَّ الآلام
تجرَّعتَ كؤوسَ السُّمِّ والحرمانِ حتَّى الثمالةِ
من هولِ مأساتكَ أقفلتَ أبوابَ ونوافذَ قلبكَ
أقمتَ السُّدودَ والحواجزَ
حصَّنتَ نفسَكَ حميتَها من أبسطِ نسيماتِ الهوى
سارتْ سفينةُ حياتك
مخرتَ أمواجَ الحياةِ بمجذافِ العقلِ وحده
دارت الأيامُ انقضتْ سنينُ العمرِ وأنت صامدٌ
لا تهزُّكَ العواصفُ لا تقوى عليكَ الأعاصيرُ
قاومتَ الأنواءَ قهرتَ المغرياتِ
بقيتَ قويَّاً شامخاً متعالياً فوق كلِّ ضعفٍ ووهنٍ
ماذا حلَّ بك ايُّها القلبُ ماذا أصابكَ ؟
كيف فتحتَ نوافذكَ شرَّعتَ أبوابَك بعدما
أشرفَ خريفُ العمر على بدايتِه ؟؟
كيف تهدَّمت الحواجزُ وانهارت السدود؟
أصحيحٌ ما يُقالُ أن الرُّوحَ عندما تلقى شطرَها الآخرَ
يختلُّ توازُنها تفقدُ زمامَ السَّيطرةِ والتَّعقُّل ؟
وهل للرُّوحِ شطرٌ آخر تظلُّ تبحثُ تفتِّشُ عنه حتى تلقاه ؟
عرفتُها عرفتُ فيها شطرَ روحي
أحببتُ هذا الشطرَ حبَّاً لا يوصفُ بحروفِ اللغةِ
تعجزُ الكلمات عن التعبيرِ عنه
هو فوق كلِّ وصفٍ أسمى من كلِّ تعبير
العبادة في السماء لله تعالى جُلَّ جلالُه
في عالم الأرضِ والأشياء هل يصلُ الحبُّ الى
مستوى الذوبانِ التَّلاشي والانصهارِ
في المحبوب والتعبُّدِّ في محرابِه؟؟
الحبُّ في خريفِ العمرِ اذا ما حصلَ
ليس نزوةً ولا اشتهاءً هو حبُّ العمر كلِّه
هو التحامُ الرُّوحِ واتحادِها بشطرها الثاني
هو لا ينتمي لهذا العالم لا يبالي بالجسد
هل هذا هو الجنونُ يا قلبي
أم أنَّه الحبُّ الذي يرقى يسمو فوق كلِّ جنون؟
حبٌّ يتعالى فوق كلِّ حسٍّ ومحسوسٍّ
يعبرُ إلى عالمٍ آخر لا يستوعبُهُ العقلُ ولا تتفهَّمُه الحواس؟
إلهي لماذا تجرِّبُني وتحمِّلني
ما لا قدرةَ لي على استيعابِه وتحمُّلِه ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق