الثلاثاء، 1 أغسطس 2023

صَــرْخَـةٌ بقلم حمدان حمّودة الوصيّف

صَــرْخَـةٌ... (مِنْ وحْيِ تَقَاتُلِ الفِلِسْطِينِيِّينَ فِي مُخَيَّم "عَيْن الحُلْوَةِ") 
تَـعَـالَـوْا وانْـظُـرُوا مَـاذَا يَـدُورُ
بِـــَ"حُلْوَةَ"، أَيُّــهَــا الـمَـلَأُ الـغَـفِـيـرُ
رَصَاصٌ يَحْصِدُ الخِلَّانَ حَصْدًا
وَمَـصْـدَرُهُ الـمُـؤَيِّـدُ والنَّصِـيـرُ
سِلَاحُـهُـمُ يُـوَجَّهُ، يَا لَعَـمْرِي،
إلَى مَنْ كَـانَ يَرْقُـبُهُ الأَسِيـرُ
لِتَحْرِيرِ البِلَادِ وَدَحْرِ ظُلْـمٍ
وَيَـرْقُـبُهُ الـمُشَـرَّدُ والصَّغِـيـرُ
قِـتَـالٌ بَيْـنَ مَنْ كَـانُوا رِفَـاقًا
عَلَى الأَعْدَاءِ يَـجْمَعُهُمْ مَصِيرُ
أَذَاقُـوا آلَ صُهْـيُونٍ سَعِيـرًا:
بُـطُولَاتٍ تُـخَـلِّـدُهَا الدُّهُـورُ
فَصَارُوا بَيْنَـهُمْ أَعْدَاءَ صَرْعَى
عَلَى مِثْلِ السَّرَابِ لَهُ شُرُورُ
فَهَلْ حُكْـمٌ يُرَادُ وأَرْضُ قَوْمٍ
بِـهَا الـمُحْتَلُّ مُخْتَالًا يَسِيرُ؟
عَـلَامَ الاِقْتِـتَالُ بِـحَـقِّ أَهْلٍ
تَغُصُّ بِـهِمْ سُجُونٌ أَوْ قُبُـورُ
وَحَقِّ الـطِّـفْـلِ خَلَّـفَـهُ أَبُـوهُ
يَتِيـمًا أَوْ شَـرِيدًا يَسْتَجِـيـرُ
وحَقِّ أُمُومَةٍ سُلِبَتْ فَـتَـاهَا
شَهِيدًا، شُرِّبَتْ دَمَهُ الصُّخُورُ
وقَدْ ضَـحَّى بِرُوحِه في جِـهَادٍ
قَـرِيرَ العَيْنِ، يَـغْـمُـرُهُ سُـرُورُ
وحَقِّ الأَرْضِ تَصْرُخُ كُلَّ يَوْمٍ
تَـعَـالَـوْا حَـرِّرُونِـي، يَا نُـسُــورُ
سَلُوا القَتْلَى، أَهُمْ شُهَدَاءُ دِينٍ
وَهَلْ يَـرْجُونَ أَجْـرًا لَا يَـبُـورُ
وَإَمَّـــا أَنَّـــهُـمْ قَـــتْــلَــى ضَــلَالٍ
تَـلَقَّـاهُـمْ مَـعَ الـمَوْتِ السَّعِيـرُ.
فَـيَـا لَشَمَـاتَـةِ الأَعْـدَاءِ فِـيكُـمْ
وَيَــا لَـلْـعَـارِ تَـنْـقُـلُـهُ السُّطُـورُ
فَمَنْ لِلْأَرْضِ، إنْ أَضْحَى بَنُوهَا
تَـنَـاحُرُهُـمْ عَلَى الدُّنْـيَا مُثِـيـرُ؟
فَـمَـا الْـتَـزَمُوا بِـرَأْيٍ أوْ بِـعَـهْـدٍ
ولَا اتَّـفَـقُـوا، ولَا لَـهُـمُ كَبِـيـرُ
فَظَائِعُهُمْ عَلَى القَنَوَاتِ، تَتْرَى
مُبَاشَـرَةً، يُشَاهِـدُهَا الكَثِيرُ.
فَـهَلْ تَـرْجُونَ بَعْدَ اليَوْمِ عَوْنًا
وَصَـفُّـكُـمُ اعْتَرَاهُ الـخَيْتَعُورُ(1)
أَلَا يَـكْـفِـي الـحِصَارُ، فَزِدْتُمُوهُ
مَـرَارًا، أَنْ تَـعَـقَّـدَتِ الأُمُـورُ
وحِـرْمَـانٌ يُــعَــانِـيـهِ بَـنُـوكُـمْ
وَغَـدْرٌ، بَلْ وتَقْتِيلٌ وجَوْرُ؟
فَزِدْتُـمْ طِينَكُـمْ بَلًّا، بِـجَهْـلٍ
وحَـرْبٍ بَـيْـنَ إِخْوَانٍ تَـثُورُ
مَتَى تُنْـهُونَ فَوْضَى واقْتِـتَالًا؟
أَلَيْسَ بِقَوْمِكُـمْ رَجُلٌ غَيُـورُ؟
يُـبَـيِّـنُ لِلْجَـمِـيعِ طَرِيـقَ خَيْرٍ
وَيَـجْمَعُـكُـمْ بِهِ دَرْبٌ مُنِيـرُ؟
الـخَيْتَعُورُ(1): شَيْطَانُ العَقَبَةِ.
حمدان حمّودة الوصيّف (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

العَصَا المُقَاتله بقلم هادي مسلم الهداد

العَصَا المُقَاتله(... ؟! ) ===== *** =====      والله           .. كانتْ هَائله   لم تَنفجرْ .. لكنّما فيها              المَشاعرُ فَاعله ...