بقلم د. حفيظة مهني
________________
لم تعد سواقي العشق عارمة كالأمس بيننا ، فقد أمسكت القلوب سحائبها و يبست أغصاننا حين غرة ... أحرق العناد و الكبر دروب الوصال و تناثر رماد الود ... . كف الخفق عن محاكاة الحنين ...
رعشة التخلي تلك التي ألقيت بها ببابي أوجعت ضفاف مقل بدمعها المالح ، و سيولها جرفت غصات الشكوك التي دكت بصدري كالشوك ... لم أكن يوما بعينيك فتاتك الناضجة... بل صبية بجدائل العذارى تركض. بمخيلتك و تضمد تمتمات الوجع ... حين يستفيق..... كبرت و كبر حبك بقلبي و ضاق
صدر ك بنا ... بحثت عني هناك ما وجدت شقي المنكسرة شظاياه بدفترك... كان غيابك دوما حاضرا....
أنا لن أرتدي غير وجهي ولن أتكئ على ناصية الوفاء لجرح نبيل
تؤرقني الضمائر المنسية تحت عباءة الصمت و المجاملة ... كنت لي محطة عبور و أنا ما أجدت الانتظار...
لم أعد أصغي إلى ثرثرات نبضي المفطوم ، بكفي كفن أمنية ودعتها ذات ليلة رغم أنها كانت تبيت بعيدة عن مخدعك... تتعبني أضغاث قصيدة لا زالت تنوح و تهذي بها محابري و تزورني خيالاتها الخانقة ... أعانق وسائدك الخالية التي يفوح منها عطر جنون عشق زائف.... شبيهة هي جدا بملامحك الباهتة... .. نعم... لم أعد أشتهي تلك الخلوة الوردية بين أحضان السطور التي كانت تمد بعمري ألف نفس و يقفز لها نبضي ... برسالة .... أو حديث مخملي بعطر الزهور .... أو موعدا تلهبني قبله المجمرة بدفء العناق ... كانت تمضغني الأماني ليلا و تلقي بي على نواصي الصحوة ... حين يرحل وهجك بتلويحة الصباح ... أدرك أن لا وصال يألفنا...
أيها القطف المثمر بحبب النوار و لذة سقيت بقطر المطر و زينة من ودادك... هل لا زلت تسكن بأم الحدق بين فجوات الخفق هناك كما وجدتك ... أم أضحيت كالنسيم البارد يتلاعب بنبضات قلبي كالفصول ... غريب بطباعه غادر لا يتقن فنون الاشتياق ... ولكن يمارس الهجران و يدرس النوى ... !! يا بحة الهذيل بِأَنَةِ الحنين و يا شجن يبكيني دهرا ... قد ضاق صدري بظلمته و أنا أتدارك ما فات و أراود فوانيسك لتنثر ضياها على جبيني... حين أطلت الغياب... أشعلت شموعاً تغنيني عن تسولات الإشراق ....
تعمدت هجرانك قسراً ولم يعد يطويني الحنين بجيوب ذكرياتك المرقعة... ...
والله سحائبك كانت حبلى بالدموع و الحزن...
كانت أيامي كلها أوراق خريف ممدة على ربوة التجافي مُشكَلة بحروف الوداع...
أتعثر بك أيها الغريب كلما أنكرت حق البقاء .... فابق بعيداً سيدي لقد سار بي مركبٌ آخر و استحال اللقاء ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق