عاد أيلول
وعاد الهدوء إلى الطبيعة
عاد خريف الشوارع بكل عفويته الحزينة
يقتل ما تبقّى من أوراق الهموم
ويأخذها بعيداً
ليأتي الشتاء مدللاً
منتظراً خريفاً ٱخر
...فماذا عن اصفرار أوراق الشجر
التي تذكرني بالحياة
وما بعدها وما قبلها
...في شهر أيلول تتساقط
مع كل ورقة شجر صفراء
أشياء وأمنيات علقت
بذواتنا ولا نريدها أن تمضي
معنا كي لا نتغير
...بعودتك أيلول
أصبحت الشمس تشرق
بعد مخاض عسير مع الوقت الراحل
وتنشر شعاع ذراتها الخجولة
عبر الأثير
وتلتحف أغصان تلك الشجرات الشبه عاريات
وتلك الرياح التي امتشقت سلاحها
ورمت بالأوراق بعيداً
إلى ما وراء النسيان
خلف أغنيات الزمان
والشوق أضحى حريقاً
وحولها إلى ذبول
حيث تبخرت منابع النور
فهطلت قطرات الأدمع
وتدثرت الأرض باللّون الأصفر الباهت
...ذكريات خريفية مرت عتمة بلا ملامح
وتذكرت تلك الأوراق المتساقطة
وهي تنتحب لمصيرها المجهول
فارغة فقط من ظلام دامس
وصور تصول وتجول
وقطار الأيام يمر مع زمن كالح
...كم من الأماني نامت
ولم تستفق فيك
أيها الشهر الحزين الذي يعتكف فيه القمر
ويغدو حزيناً كالبشر
بعودتك أيلول
تكسّر الصبر فوق صبري
ووضعت بين الأضلع
ألماً فوق ألمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق