بصوت عال أناديك يا أمي
فما سمعت غير رد الصدى
صرخت أين أنت يا ليان
ردت لا تجزعي أنا هنا
اطمئني ها أنا أرتب حجابي
أمسك بكتابي و قد كتبت إسمي
بكل مكان بجسدي و هذه توصيات أمي
بحرص شديد و حرقة بليغة كي يجمعون
أشلاءنا إن مزقتنا القذائف
و أنت و أنت يا بتول
أنا نقشت إسمي بحبر الآلام
و دمي النازف يروي الثرى
ناديت أمي ثانيا و ثالثا و ألف الآلاف
من الأصوات من الصرخات من الدعوات
لكن ما من مجيب يسكت لوعاتي
يكفكف دمعاتي يلملم شظايا روحي المنكسرة
من يوقف نزيف المرارة فقد بح صوتي
و خارت قواي من شدة النزف
غابت عني كل الأصوات إلا دوي الطائرات
والقصف الجنوني العنيف فقد استهدف
الأطفال و النساء والشيوخ
استهدف الجميع دون استثناء
حاولت أن أقوى على الأوجاع
و ألملم شتاتي و انطلقت أبحث عن أمي
عن إخوتي و كلي صمود أمام نفسيتي المدمرة
أمام عجزي أمام مشاهد مرعبة
أطفال نساء الكل أشلاء
بتر برك من الدماء
أبرياء شهداء
يا ربي ألهمني الصبر
أ أقوى على استشهاد والدي منذ فترة وجيزة
أم أقوى على فقدان عائلتي أهلي جيراني
خلاني و كل الأحباب
هذه أمي و هذا أخي يونس بين ذراعيها
يغطي جثثهما الركام بالكاد التعرف عليهما
و هذي ليان قد استشهدت هي ايضا
تعانق المصحف الشريف
و بقيت هنا شاهدة عيان لهذا الدمار
لهذا الحصار لهذا القصف الرهيب لهذه المجازر
شاهدة عيان لنداءات الإستغاثة دون جدوى
لا من مجيب لا من ملبي للنداء لا مغيث
منذ بدء الهجمات و نحن نحيا على أهبة الإستعداد للإستشهاد
كيف لا و نحن ضحايا المذابح الجماعية
المتواصلة كي تزهق ارواحنا و تهشم رؤوسنا
و تخترق الشظايا بطوننا و قلوبنا
إلى جانب الهدم المبعثر على أجسادنا
من بتر و فقدان للأطراف
إعتدنا الموت فلا نسمع الا التكبيرات
و تتالي الجثث من تحت الأنقاض الجثة تلو الجثة
كل هذا الدمار يخزن بذاكرة كل غزاوي كل فلسطيني
كل عربي شريف قد آمن بالقضية الفلسطينية
اجتماعية انسانية عقائدية
بل قابعة نصب الأعين إلى يوم النصر
كل هذه المجازر تضاعف العناد والإصرار
والتمسك بالأرض و العرض إلى يوم العرض
لتبقى معادلة يصعب على كل المتطبعين
الخائنين فك رموزها
إنها صفقة صفعة صرخة مدوية
صيحة فهل تليها صحوة العرب؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق