بقلم د. محمد أحمد محرم
في أحد الأيام ذات صباح
عباس ابن الفلاح
تجمع الناس
شرقت الشمس
تغازل سلسلة الفارس
مكبل في الأغلال عباس
مدان بحب أميرتنا إيناس
بنت الملكة بلقيس
في المملكة سندس
حكم قاضي القضاة إبرهام
وسماع الشهود الأزلام
في حكم الأعراب
منطوق الحكم
"ينفى عباس
عن واحة سندس
خلف البحار
إلى وأدى أشواك الصبار
الواقع في أرض الخشخاش"
من فوق الفراش
أخذوا عباس
مروا به بين الأحراش
محاط بكتيبة حراس
تركوك فوق صخرة
منحوتة زهور الخشخاش
الزهرة الملعونة
أكلها يغيب العقل في نشوة
تركوك بلا أكل ومياه
بلا أمل وعذاب مقام
تمر الأيام
-ليل نهار-
في قاموس الأشباح
وادي النمل تحرسه
عباس المطرب الفنان
صاحب الصوت الحساس
مشغول مفتول العضلات
متأهب ضد الأخطار
مواجهة قوى الأقدار
يمارس تعويذة قهر الوسواس
ولسانه يتمتم اسم وحروف حبه
تخرج إيناس من بين الناس
في سرها تقول اين انت يا عباس؟
تمشي دروب
آة يا ابناء البسباس
لن تخفوا عني نبراسا
ستعود لي يا عباس
تمشي وعيناة مغمضة
وضربات القلب منتظمة
والخطوة تلو الخطوة موثوقه
في جبل النار
مرت من وادي الصبار
يشوي بالنار
عرفت أنه عباس
يهذي بكلام محموم
متأهب عباس مصدوم
احتضن وسط قلبه ايناس
ورحلوا بعيدا
للعيش في هدوء وهناء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق