قل للمليحة
لــ محمود أحمد العش
قُلْ لِلْمَلِيحَةِ فِي الْخِمَارِ الأَقوَمِ
مَاذَا أَرَدتِ بِعَاشِقٍ مُتَضَرَّمِ
قَد كَانَ يَصفَحُ فِي دُجَى الصَّفَحَاتِ
حَتَّى أَتَيتِي مِنْ ظِلَالُ المُعجَمِ
تَأتِينَ مِنْ لَحَظَاتِهِ الظَّلمَاءُ
تُبدِينَ رَونَقُ مِن حَرِيرٍ أَعْجَمِ
يَا مَن لَهَا بِبَدِيعُ عَينٍ إِنَّهَا
يَا جَارَتِي كَسَمَاءِ طَيرُ الهَيثَمِ
زَرقَاءُ مِنْ رَمَقَاتِهِ أَخَّاذَةً
إِذ طَارَ فَوقَ غَمَامُ غَيثٍ دَائِمِ
فَالقَلبُ فِي الصَّدرِ السَّمِيكِ أَصَابَهُ
سَهمٌ مِنَ الأَشوَاقِ لَيسَ الظَّالِمِ
لَكِنَّ قَلْبِي حِينَ مَا عَمَّ الضِّيَا
ءَ لِعَينَكِي سَكَنَ المَكَانَ المُرزَمِ
فَأَتاهُ بَعْدَ سُكُونِهِ السَّهمَ الَّذِي
ضَرَبَ الفُؤَادَ أَسِيرَ ضَوءِ التَّوأَمِ
فَعَذَاءُ رُوحِي أَنَّهَا يَومَ الرُّؤَا
فِي الحُبِّ طَارَت دُونَ ذَاكَ الأَدهَمِ
أَنتِي حَكَمتِي ذَا الفُؤَادَ وَصِرتِي
فَوقَ الجَمِيعُ مَلِيكَةَ المُتَوَهِّمِ
فَإِذَا وَجَدتِ مِنَ الْفُؤَادُ تَمَرُّدً
مُتَوَسِّلًا لِجَلَالَكِي أَن تَرحَمِ
وَإِذَا رَأَيْتِ مِنَ الخَلِيلُ المُغرَمِ
مَا يَستَحِيلُ بِهِ الزَّمَانَ القَادِمِ
رُدِّي إِلَيْهِ زَمَانَهُ بَعدَ الَّذِي
أَفنَاهُ مِنْ خَفَقَانِ قَلْبٍ مُغرَمِ
قصيدة
قل للمليحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق