بقلمى : د/علوى القاضى.
... الحياة لاتسير على وتيرة واحدة ، وهذا حالها ، يوم سعيد وٱخر حزين ، ويوم قوى وٱخر ضعيف ، ويوم مملوء بصدق الٱخرين وٱخر مملوء بخيبات الٱخرين
... وهكذا تمر الحياة مر السحاب والإنسان صريع رحاها حتى يلق الله
... وإذا مات الإنسان انتبه لحقيقة الصراع فى الحياة بين الخير والشر ، وأن الدنيا كانت دار ممر وليست دار مستقر ، وساعتها يندم على مافاته من طاعة لله ، وأنه كان يجب عليه الصبر والتأسى بالأنبياء والصالحين فإنهم أكثر أهل الأرض بلاء وابتلاء
... تَمرُّ بالإنسان لحظات يستطيعُ فيها أن يحمل جبال الدُّنيا كُلِّها على أكتافه !
... ثُمَّ تمرُّ بهِ لحظات أخرى لايستطيع فيها أن يحمل حجرًا واحدًا !
... وتمرُّ بالإنسان لحظات لاتهزهُ فيها رياحُ العالم كُلِّه مهما كانت عاصفة ! ، ولحظات أخرى تمرُّ بهِ نسمة خفيفة لايقوى على مواجهتها فتطرحهُ أرضًا !
... ياأخى نَحنُ أحيانًا نتلقى طعنةً بثباتٍ ولكننا ننهارُ أمام خذلانٍ صغير وياحبذا لو كان من أقرب الناس
... ذاك أنَّ الروح تكون جاثية على ركبتيها مهما بدا الجسد شامخاً للناس
... نَحنُ لاننهار مرَّةً واحدة ، ولكنها التراكمات
... أنظُرْ للأشجار الضخمة حين يحاولون إجتثاثها ، ضربات متتالية , ثُمَّ أخيرًا تنهار مِن ضربةٍ أخيرةٍ كانت أقوى مِن سابقاتها
... كُلُّ مافي الأمرِ أنَّ الضربات السابقة قد أدمتها
... أما الضربة الأخيرة كشفتْ حجم الضرر السابق ، وهكذا نحن
... اللهم امنحنا قوة من عندك تعيننا على تحمل ضربات الحياة
... لذلك فإننى أرى أنهم خدعوكم حينما قالوا أن الضربات التي لاتقتلكم تجعلكم أقوى
... دعوني أحدثكم عن الناجين من الضربات القاتلة :
. . الناجون من الضربات القاتلة قد أصابهم فوبيا الخوف من كل شئ يحيط بهم ويمكنهم أن يحدثوكم عن هذا الخوف الذي يلازمهم بقية حياتهم ، الخوف من اﻷيام ، الخوف من ضربة جديدة
. . يمكنهم أن يحدثوكم عن كيف فقدوا الشعور باﻷمان والثقة في اﻵخرين ، وربما الثقة في أنفسهم
. . الناجون من الضربات القاتلة يصابون بنوع من تبلد المشاعر ، ويصبحون لامبالين بأى حدث ، لاشيء يحزنهم ، لاشيء يسعدهم ، أصبحوا يعرفون جيدا حقيقة أن لاشيء يدوم إلا وجه الله سبحانه
... الناجون من الضربات القاتلة يعيشون وحيدون ويفضلون العزلة ، مهما كان الزحام حولهم لأنهم يعلمون جيدا أن الجميع سيهرب من حولهم حال تلقيهم ضربة جديدة
... الضربات القاتلة تعلم اﻷنانية والقسوة وتفقدك الثقة فيمن حولك
... الضربات القاتلة تجعلك قويا ظاهريا ، ولايعرف أحد شيئا عن اﻷنقاض التي تحملها بداخلك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق