الأربعاء، 28 فبراير 2024

مجانين الشعر2 بقلم سعيد العكيشي

مجانين الشعر2
___________________
 مجانين الشعر, تطوف أرواحهم
 _حول الليل البهيم, 
_ حول السماء المفتوحة 
_ حول ذواتهم المفقودة,

كل مجانين الشعر,يحاولون الانتحار
على حواف الحروف,

_حين يتسلقون سيقان اللغة الوعرة
,والخطرة التي لا يصل إلى قممها إلا 
شعراء مجانين,
_حين يسردون أوجاهم لفراغ الوحدة,
_حين يقتنصون المفردات النادرة 
من أعالي سيقان اللغة,
ويعزفون بها, على أوتار المشاعر
مقطوعات موسيقية حزينة,

_كلما عصر الحزن قلوبهم تناهيد,
_كلما هذوا بكلمات غير مفهومة,

تأخذهم أطباق الخيال الطائرة, إلي 
بعيد بعيد حيث لا بداية ولا نهاية,
 هناك يجدون ذواتهم المفقودة,
 يستعيدون ابتساماتهم المنسية,

هناك يبدأون في ممارسة طقوس
 جنونهم, فيفشون كل أسرارهم
 الممنوعة للقصيدة,

كل مجانين الشعر ,يجهضون الليل,
_برصاص أفكارهم, 
_برسائل أحاسيسهم المشفرة,
_بسواد حبرهم على الورق الأبيض,

قبل انبلاج الفجر من وكر الظلام,
تفتك شفرات أحاسيسهم, فتلد
 مشاعرهم قصائد وديعة ,
يقدمونها للنهارات الحزينة
 كوجبات خفيفة,

النهارات الحزينة, تصفعهم بأحذية 
الفقر, تجلدهم بهراوات السكري,

النهارات الحزينة, لم تقدم لهم شيء
 سوى الحزن المستعصي عن المكافحة,

كل مجانين الشعر, 
_لا قبيلة يتكئون عليها,
 _لا أحزاب تسندهم,
 _لا أوطان تربت على أكتافهم, 
لذلك,
 يغزوهم الشيب المبكر,
يستفرط بهم الموت المفاجئ.

   سعيد العكيشي/اليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ساقتني قدماي لدار موصد الأبواب بقلم مريم أمين أحمد إبراهيم

ساقتني قدماي لدار موصد الأبواب طاف صدى صوتي ينادي أين من كان بالدار من أحباب ؟ اعياني طول انتظار الجواب  غفوت فإذا بالذكرى تجسد الماضي  فما ...