««عبد خلف حمادة
:::::::::::::&:::::::::::::::
يا أنت يا قصيدتي
يا دفقة الشعور في إحساسي
ويا أغنيتي المخبوءة خلف الصمت
يا ذنبي الذي اقترفت من جديد
أبوء فيه ويثقل كاهلي
جنيتي التي تسورت محراب قلبي
وألحت حتى استباحته بلا استئذان
ياأيها الجرح الذي تفتق في الوريد
وبات ينزف في حنايا الصدر
الآن جئتي كالقدر
وكاندلاع النار في الهشيم المحتظر
عاصفة مدوية
ببرقها برعدها
سكونها
يدوّي عبر الصمت
يهزّ سنديانتي العتيقة
يقسمها نصفين كالرغيف
يا أنت يا عنقودي الأخير
في دالية العذاب
باسقة ترش فوق الجرح
أوراقها مراهم التئام
فالأرض عطشى والسماء صافية
يا واكف جاء به استسقاء
يا مزنة أرسلها الإله
قد كنت قبلك ناسكا متعبدا
منزويا في الدير
ملتزما محرابيا
صومعتي مقفلة
وخبزتي المكينة
أغمسها بالماء
اقضمها وأحمد الرزاق
أرتل الكتاب فيها والنشيد
سرقتني من مسجدي
أذهبت بالوضوء
أخرجتني من وحدتي
من كتبي
من عالمي المملوء بالهدوء
من بين أوراقي الحبيبة
وهاتفي النقال
والذي عهدي به
تتخمه الوحدات
كلله الغبار
برقمه المنسي
والذي ضل صامتا
أو مقفلا
أدخلتي فيه التغطية
وصار يلتهم الرصيد كالثعبان
في كل صبح عاملة النداء
توبخ الفقر الذي أعيش
تقول ضل من رصيدك البسيط وحدتين
أصبحت فيه أنت تصرخين
وأنت الرنات والأنغام والرسائل
ومحقت أزرار الحروف والأرقام
* * *
نظارتي السميكة
والتي لم تحفظ الملامح
يوما من الأيام في حياتها
قد صرت فيها أنت البللور والبرواظ
وصرت أمسحها في كل حين
لكي أراك جيدا
ولازمت مقلتي كالضياء
وصرت أزرع فيهما العدسات في استمرار
فبريق عينيك قد أذهب الإبصار منهما
لماذا تهربين
تراوغين كالثعالب
لو كنت أعلم أن دربي شائك ما مشيت
أو على الأقل قبل ذلك
كنت اقتلعت الشوك
هل تسمحين لي بأن أقول
حتى وأن لم تسمحي
فها أنا أقول يا درتي المكنونة
بأنك حبيبتي
أقولها ودونما استحياء
نعم بأنك أنت أنت حبيبتي
ونارك الحمراء تلفح أضلعي والوجه
وتشوي الأحشاء باللهيب
نعم فأنت حبيبتي
أقولها وليحصل الطوفان
ولترتعش منها الجبال الشامخات
وأنت حرة
بقبولها أو ردها
فالآن لن أبالي
أن شئت أو رفضت
أن ثرت أوصمت
ملهمتي أنت
وأنت أول وآخر الطريق
فهل بوسعك ترفضين
ماذا بوسعك تفعلين
فلتحشدي كل الجيوش
أو اهدمي أركان قلبي إن أردت
أهواك يا قبرتي التي تحط فوق الجرح
ماذا أقول وأنا الكهل الذي أرديته
بسهام حبك وأنت أعلم بالداء والدواء
يا طفلة حملتها بأذرعي صغيرة
ضممتها
شممتها
وربما أضحكتها
دغدغتها
وربما وربما وربما
ومرت السنون
لينحني الظهر الذي أتعبه الزمان
وهاهي الأيام
تلوكني أنيابها
تطحنني
تذروني في الشتات
وبنيتي المدللة
عروسة جميلة قد أصبحت
وغضة الشباب
لكنها قد أقسمت و أغلظت أيمانها
وهددت
توعدت بأن كل شيء صار خلفها
وأنا ليّ السراب
وألقت الأحلام والصور
وأحرقت حتى الرماد ذكرياتنا الجميلة
و تفلتت مني كما العصفور
نصبت ألف فخة و فخة
وجعلت في كل واحدة من الفخاخ مزعة
من فؤادي الكليم
حبات ياسمين
لعلها تحط فوق الطعم
أو تنقر الشريان والبطين
* * *
فحلقت بعيدا
تقول يا صياد
أفلت من يديك
قد فاتك القطار
محال أن أكون يا مسكين
رهينة لفارس عتيق
تأسرني القيود
نصيحتي لك بأن تعود
لعشك الذي بنيت
لزوجك الحنون
لوكرك المليء بالأفراخ
سيكون ضيق على اثنين
فلتختصر مسافة العذاب
* * *
هيهات هيهات يا يمامتي
لن تفلتي
سأصنع الشباك من عروقي
وأجعل الأقفاص في الضلوع
ألفك بخافقي
أطعمك الجنان
أسقيك من دمائي
وأبني العش الوثير كي يضمنا
من عمري الذي يضيع
سدى في كل يوم
* * *
أوّاه يا راهبتي البتول
في ديننا السمح الرحيم
وسنة الكون العظيم
أما قرأت يا محبوبتي في كتابنا المكنون
في آيه الكريم :
يحق للرجال
أن ينكحوا النساء :
مثنى
وثلاث
ورباع
فإن لم يستطع عدلا
فأنت أنت وحدك الحبيبة
وإلا فلتنسحبي وتتركيني يا فتاتي
أموت بهدوء
لا بأس بأن تكتبي على شواهد قبر ي المنبوذ بالعراء
من شعري الذي تركت
هذا البيت :
ها قد ثويت بمضجعي والنفس مني رائــــــحة
فإذا قدمت فحينـــــي وأقرأ لروحي الفاتحة
:::::::::::::&:::::::::::::::
مع تحيات الشاعر والكاتب عبد خلف حمادة
٦/٢/٢٠٠٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق