ــــــــــ
أرى فِي الْوُجُـودِ الْكَئِيبِ شُعُاعًـا
أَتَى مُقْبِـلًا مِنْ وَرَاءِ الْجَبَــلْ
يُجَـدِّدُ فِينَـا أَرَقَّ المَعَـاني
وَيَشْدُو نَشِـيدَ الْمُــنَى وَالأَمَــلْ
وَيَبْعَثُ فِي الْقَلْبِ نَشْوَى الأَمَانِي
وَيَقْتُلُ فِي النَّفْسِ رُوحَ الْمَـلَـلْ
أَرَاكِ شُعُـاعًـا يُضِيءُ الحَـيَـاةَ
وَبَـدْرًا مُنِيـرًا يَسُــرُّ المُـقَــلْ
***
أَرَى الْحُـبَّ فِيـكِ وُرُودًا عِـذَابًـا
أَرَاهُ كَزَهْــرٍ نَـدِيٍّ خَضِـلْ
يُنَـاغِي النَّسِيمً بِثَغْــرٍ ضَحُـوكٍ
بِهَمْـسٍ وَدِيـعٍ ، رَقِيـقِ الْغَـزَلْ
فَمَــالَ النَّسِيـمُ ، وأَلْـقَى عَلَيْـهِ
شِبَاكَ الْهَوَى مِنْ نَسِيجِ الطَّفَـلْ
يُدَاعِبُ أَوْرَاقَـــهُ السَّاحِـرَاتِ
وَيَهْـفُـو عَلَى خَــدِّهِ الْمُشْتَعِـلْ
مِنَ الشَّـوْقِ غَنَّــاهُ لَحْـنًـا طَـرُوبًـا
فَأَسْـدَى إِلَيْـهِ النَّسِـيمُ الْقُـبَـلْ
***
أَرَاكِ وُجُـودِي وَفَيْـضَ الْحَـيَاةِ
أَرَى بُؤْسَ قَلْـبِي وَدِيعًـا ثَمِـــلْ
أَرَاكِ فَأَنْـسَى هُمُــومًـا جِثــامًـا
أَصَبْــنَ الْفُــؤَادَ بِمَــضِّ الْعِــلَـلْ
فَلَـوْلاَكِ أَنْـتِ سَئِـمْـتُ الْحَـيَـاةَ
وَمَـا كُنْـتُ يَوْمًـا أَدُوسُ الأَسَـلْ
***
فَأَنْـتِ الْحَـيَـاةُ لِقَلْــبٍ وَحِــيدٍ
غَرِيبٍ ، شَرِيدٍ ، أَسِيرٍ ، وَجِـلْ
تَنَكَّـــرَ لِلرِّجْــسِ أَنَّى رَآَهُ
وَأَسْــرَعَ لِلْحُـبِّ يَشْكُـو الْمَـلَـلْ
فَمَهْـلًا حَيَـاةَ الْقُلُـوبِ ، وَصَـبْرًا
فَهَــذَا شُعَــاعُ المُــنَى والأَمَـلْ
يُضِيءُ الصُّـدُورَ ، وَيُحْيِي الْقُلُـوبَ
وَيَبْـقَى سُـؤَالٌ بَلِيـغٌ سُئِــلْ
مَتَى سَوْفَ يَمْضِي الظَّلاَمُ الرَّهِيبُ
وَتَغْـفُـو عيُـونُ الْوَهَى وَالْغَـفَـلْ
***
وَيَرْتَادُ سَمْـعِيَ صَـوْتٌ رَخِيـمٌ
بِفِكْـرٍ عَمِيـقٍ لِعَـقْـلٍ عَـقِـلْ
غَــدًا يَا فُـؤَادِي سَتَمْـضِي الْلَّيَـالِي
وَيُمْحَـقُ لِلسَّفْـحِ مَتْـنُ الْجَـبَـلْ
وَيُقْبِـلُ بِالنُّـورِ هَـذَا الشُّعَــاعُ
يُضِيءُ الْمَشَـارِقَ أَنَّى وَصَـلْ
أَلاَ يَا فُـؤَادِيَ تَنْضُـو الْهُمُــومَ
وَتَنْضُـو ثِيَـابَ الْوَهَى وَالْكَسَـلْ
لَقَـدْ عَـاشَ قَلْـبٌ قَـوِيٌّ أَبِيٌّ
وَمَا عَـاشَ قَلْـبٌ ضَعِيـفٌ خَجِلْ
فَمَنْ لَـمْ تَشُقْـهُ الْحَيَــاةُ ، وَيَصْبُو
إِلَى الْغَـدِ يُرْدَى قَتِيـلَ الْغَـفَـلْ
وَمَنْ لاَ يُكَـابِـدُ مُـرَّ الصِّعَـابِ
يَمُتْ ، يَنْطَـوِي تَحْتَ جُنْـحِ الأَزَلْ
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق